تعتبر إدارة الموارد البشرية الدولية مجالاً حيوياً له أهميته بالغة في الإرتقاء بالموارد البشرية الأردنية والعربية إلى مستوى العالمية في الأداء المتميز، وفي عصرنا الراهن وما يشهده من تحولات ومتغيرات تقودها عولمة الأعمال التي فرضتها القوى الإقتصادية والتكنولوجية للشركات متعددة الجنسية، وباتت شبه مقبولة من جانب جميع الدول، بإعتبارها تطوراً حتمياً للنظام الرأسمالي، فالتوجه العالمي للشركات الدولية نحو الإستثمار الأجنبي المباشر وغير المباشر، والتقدم التكنولوجي، وثورة الإتصالات والمعلومات وتهاوي القيود الجمركية وسياسات الحماية للمنتجات المحلية، وضع علم إدارة الأعمال أمام تحديات جديدة، فبعد أن ظل هذا العلم يحظى بإهتمام بالغ على الصعيد المحلي لإدارة الشركات والمؤسسات المحلية لمدة طويلة، تحول هذا الإهتمام حالياً نحو إدارة الأعمال الدولية، والدليل على ذلك هو إندفاع الشركات المحلية نحو التحول إلى شركات دولية، والتي تواجه في الوقت الحاضر مشكلة الحصول على الموارد البشرية المؤهلة للعمل في فروعها الخارجية، وخاصة الشركات الأردنية والعربية متعددة الجنسية، فقد أصبحت الحاجة إلى تكوين الكوادر البشرية وخاصة المدراء الدوليين أمراً يفرضه واقع الحال على جهود تطوير نظام التعليم العالي في الوقت الحاضر لكي يستجيب لهذه التحولات في مجالات الأعمال الأردنية.

وقد سعى الدكتور علي عباس إلى إظهار هذا الجانب الحيوي من الإقتصاد الأردني والعربي، فأظهر بلغة واضحة وميسورة للقراء من طلبة الدراسات العليا في الجامعات والمعاهد الأردنية والعربية، ولمدراء الشركات الأردنية متعددة الجنسية ومدراء الشركات التي تمتلك فلسفة التحول إلى شركات دولية وللمسؤولين والمهتمين بالأعمال الدولية.

وقد تناول الدكتور عباس مواضيع إدارة الموارد البشرية الدولية بكل شفافيه ووضوح، ويظهر ذلك من خلال تركيزه على تكوين المدراء الدوليين والإداريين والفنيين، وما يحتاجونه من مهارات ومعارف ثقافية وسلوكية، وأخلاقية، وتدريب تساعدهم على القيادة والعمل في بيئات أجنبية لا تخلو من التعقيد.

وعليه، يشكل هذا الكتاب مرجعاً أساسياً لمساعدة مدراء تطوير الموارد البشرية على التعامل على المستوى الدولي في إدارة شركاتهم والإرتقاء إلى مستوى العالمية في الأداء، لذلك فإن هذا الكتاب هو إضافة نوعية لإثراء المكتبة الأردنية والعربية. أقرأ أقل