تقع معظم أراضينا العربية في إطار النطاق المداري الحار الجاف، بل إنه يتمثل فيها صحراوين تعد من أجف مناطق العالم، وهما الصحراء الكبرى الإفريقية، وصحراء شبه الجزيرة العربية ومن ثم فإن البحث عن مصادر المياه وتوفيرها يعد مطلباً إستراتيجياً مهما لكل الدول العربية بلا إستثناء.

وتعاني أراضي المملكة العربية السعودية من الجفاف الشديد، حيث تتأثر بالمناخ الصحراوي الحار الجاف بإستثناء أطرافها الشمالية والجنوبية الغربية التي ينالها قسطاً محدوداً من الرطوبة...

ومن هنا فنحن أمام مشكلة متعددة الجوانب: فمصادر المياه السطحية نادرة (الأمطار - الأدوية)، والمياه الجوفية حفرية وغير متجددة أي أنها معرضة للنضوب، وتعداد السكان والهجرة الوافدة في تزايد مستمر، ومستوى التحضر مستمر في الإرتفاع، كل هذا يجسد أمامنا مشكلة جوهرية ينبغي أن يتعرض لها كل من له صلة بهذا الموضوع.

وقد تعرض المؤلف لهذه المشكلة الملحة وحاول أن يصل إلى جذور المشكلة ووسائل حلها، فقد استعرض موارد المياه في المملكة العربية السعودية بأنواعها المختلفة، وأبرز جهود الدولة في توفير هذا المطلب الحيوي لمجتمع شاب ديموغرافيا وطموح إلى التحضر... ونجح - بعد أن جسد المشكلة - في أن يبرز جهود المسؤولين عن هذا المرفق الحيوي في الإضطلاع بدورهم في توفير المياه لكل أنحاء المملكة، بالإضافة إلى إلقائه الضوء على ما يمكن أن يقوم به المواطن العادي في المحافظة على هذه الإنجازات.

وقد تناول الكاتب كل هذا بأسلوب سهل رصين، وأوضح القضايا العلمية المعقدة بطريقة مبسطة يسهل على القارئ العادي أن يلم بها في يسر ودون عناء.

وبناء على ما تقدم قسم هذا البحث إلى أربعة فصول: 1-الفصل الأول وتناول فيه: مصادر المياه في المملكة، 2-الفصل الثاني وتناول فيه: جهود المملكة في توفير المياه، 3-الفصل الثالث وتناول فيه: دور المواطن في الحفاظ على الثروة المائية، 4-الفصل الرابع وتناول فيه: دور المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة في المملكة في توفير المياه الصالحة للشرب.