وصف الكتاب
أصبح ",نابليون", و",آني لو", صديقين، وسرعان ما ربطت بينهما علاقة قوية. كان لـ",نابليون", سيارة غريبة للغاية من طراز دي سوتو, ذات غطاء طويل وصندوق أطول بكثير. وكان بإمكان شخصين الجلوس بأريحية في الأمام, وكان هذا مكان جلوس ",نابليون", و",آني",, إذا ما أردنا أخذ جولة بالسيارة. وكانت هناك مساحة صغيرة وراء المقاعد الأمامية أعاد ",نابليون", تصميمها, واعتقدنا جميعًا أن الغرض منها أن تكون مقاعد صغيرة لأفراد العائلة. وكنا على خطأ؛ فقد خصَّص ",نابليون", هذه المقاعد لكلبيه من فصيلة بومرينيان, ليتل جيرل وبيج بوي. وفي نزهات عطلات نهاية الأسبوع, كنا نجلس جميعًا في صندوق السيارة وعلى حوافها الخارجية - أنا وأمي والعمة ",ماري", واثنان من أبناء العمات وكلبتاهما - بينما يصعد كلبا ",نابليون", في الأمام. ورغم هذا, استمتعنا جميعًا بهذه الرحلات؛ لأننا , ولأول مرة, ركبنا سيارة.
كان ",نابليون", شغوفًا بالكلاب, لكنه كان يعتني بأفراد عائلته الجديدة أيضًا. وقد حضرت أمي و",آني لو", محاضراته, وتشجعت أمي بسببها للذهاب إلى المدرسة والحصول على شهادة في مجال المحاسبة, في حين ازداد ارتباط ",آني لو", بنابليون عاطفيًّا, ومن ثم تزوجا في ديسمبر عام 1943, وعاشا في سعادة.
وفي هذه الأثناء, كنت قد وصلتُ إلى مرحلة المراهقة وصرت مهتمًّا بدراسة الطب في النهاية. حتى مع وضع أمي الجديد كمحاسبة, فإن كلية الطب كانت تتخطى قدرتنا المالية بكثير. بدا الأمر مجرد حلم.
وهكذا, وفي عام 1956 تقريبًا, وبعد التخرج في الجامعة, التحقت بالقوات الجوية الأمريكية لأصبح طيارًا. وكان هذا هدفًا طموحًا للغاية؛ لأنني لم أكن قد ركبت طائرة على الإطلاق, لكن عمي ",نابليون", كان يقول دائمًا إنني أستطيع فعل ما أخطط لفعله ما دمتُ أيقنت أنني أستطيع، وتصرفت بناء على هذا. أنا أتذكر بشكل واضح تمامًا ذهابي إلى فالدوستا, جورجيا, وخوضي الاختبارات بشكل مكثف لأصبح طالبًا في كلية الطيران. وقد تخطيت جميع الاختبارات العقلية والنفسية والبدنية. لكن في يوم حار ورطب للغاية في جورجيا, أخذت ألهث وأنا ألتقط أنفاسي بصعوبة, ما أنهى حياتي في القوات الجوية قبل أن تبدأ. خاف طبيب في القوات الجوية من أن يفاقم استخدام الأكسجين في الطائرة حالة الربو لديَّ. كان لديَّ هدف، وتصرفت بناء عليه. لكن صحتي السيئة فقط هي ما منعني من تحقيق هدفي.
ومع انهيار طموحي في الانضمام إلى القوات الجوية, وجدت أن رغبتي في الذهاب إلى كلية الطب تجددت, لكن كيف أستطيع تحقيق هدفي؟
كان عمل ",نابليون", في مدينة كلينتون قد انتهى منذ فترة طويلة. وانتقل هو وزوجته ",آني لو", إلى كاليفورنيا الصاخبة, حيث ألقى المحاضرات ودرّس مبادئه عن النجاح فى البرامج الإذاعية والبرامج التحفيزية الشبيهة بتلك التي تجدها في هذا الكتاب. وكان بإمكانه أن ينسى أفراد عائلته الجديدة الذين تركهم وراءه, لكنه لم يفعل؛ فقد جاء لإنقاذي بإقراضي المال الذي احتجت إليه للالتحاق بكلية الطب. وقد قَبِلت عرضه بتلهف وكرست نفسي لغايتي الرئيسية المحددة, وبذلت قصارى جهدي للحصول على شهادة التخرج عام 1960. أنا ممتن لعمي ",نابليون", إلى هذا اليوم, كما أنني لا أزال أستمتع بممارسة الطب. ولم أكن لأستطيع فعل هذا بدونه.
أعادت قراءة المبادئ الخمسة للنجاح المبينة في هذا الكتاب, الحياة لعمي ",نابليون", في تقديري. مبدآي المفضلان للنجاح - تحديد الغاية وبذل قصارى الجهد - بالإضافة إلى العقل المدبر والقناعة المطبقة والرؤية الإبداعية , كانت موضع مناقشات متواترة في صالون منزلنا بكلينتون, وهي مناقشات ساعدت على توجيه حياة هذا الولد الصغير الذي كنته يومًا ما. وبقراءة هذا الكتاب الذي لم ينشر من قبل, تخيلت نفسي أجلس في حِجر عمي مرة أخرى.
كان ",نابليون", بمثابة أب لي, وأرشدتني مبادئه للنجاح عبر حياتي. أنا موقن, أيضًا, أنك ستتحفز لتحقيق النجاح والسعادة بقراءة تعاليمه ودراستها والاستمتاع بها.
الدكتور تشارلز وينفيلد جونسون