وصف الكتاب
يقول الطبيب والمعلم الروحي الكبير فاليري سينيلنيكوف، أن تصبح غنياً - يعني أن تصبح مكتفياً ذاتياً في المجالين الروحي والمادي على حد سواء، أن تظهر نفسك على مثال الله في مختلف الأقانيم (الوجوه)، الثروة (الغنى) - الإمكانيات الإلهية المتحققة للإنسان.
وفي كل مجالات الحياة، إنها الحياة بكل إكتمالها - الغني - هو الإنسان الذي يمتلك مختلف الحالات، الذي يتحكم بالعالم، الذي يصنع ويمنح الخير، الله، السماء، الحب - هو حقيقة شعور سماوي إلهي سحري، فهذه الكلمات متقاربة ليس فقط باللفظ، بل وبالجوهر، إذا كان للإنسان مال كثير، ولم يكن سليماً لا اسميه غنياً أبداً، بل هو على الأرجح ميسور الحال مالياً، وبينه وبين الثروة الحقيقية بون شاسع، الصحة - هي الثروة الحقيقية، التي لا يمكن شراؤها بأية نقود، كذلك أليست الأسرة الصالحة، والسلالة الصالحة المزدهرة ثروة؟ الذرية النبيلة والشاكرة أليست هي سعادة بالنسبة للوالدين؟ الرفاهية المادية والمالية، تلك هي مكونة أخرى من مكونات الثروة.
إن حسن تعاملنا مع البشر يعكس حسن تعاملنا مع العالم من حولنا ",مئة صديق خير من مئة روبل", من هو الصديق؟ إنه أنا آخر، أي أنه ذلك الشخص في العالم من حولي الذي يعكس برامجي اللاشعورية الخفية ويساعدني في الحياة والتطور، وجود عمل مفضل يجلب الرضا المادي والنفسي والمعرفة والتجربة التي يمكنني أن أنقلها لأولادي، إنه عملي الذي يحدد مكانتي الإجتماعية، أي موقعي في المجتمع، إنه ما أعمله من أجل البشر، ما يشرفني أنا وقومي وطني، بإعتقادي، بدون كل ذلك ليس للحديث عن الغنى معنى، وجود عقار متوارث، لأنه من الأصل بالذات ومن الأرض المتوارثة أباً عن جد يبدأ كل شيء، الإنسان السعيد هو ذلك الإنسان الذي يشكل جزءاً من وحدة متكاملة، لديه جزء من الوطن.
في لا شعور الفقير صور هدامة، ولدى الغني - بناءة، بذلك يمكن كل الإختلاف... رائع أن نكون أغنياء، وأن نعيش بثراء! لا... يجوز أن تكون الثروة هدف الحياة، بل يجب أن تأتي إلى الإنسان كنتيجة لتطوره الدائم وسعيه الذاتي... إلى الكمال، فقط عندئذٍ تجلب لنا الفرح ويستحيل فقدانه.