وصف الكتاب
إن الشرط الأساسي لنجاح الباحث الاعلامي في التوصل إلى الصورة القومية الحقيقية لمجموعة من الناس، أو لكيان إجتماعي محدد لدى مجموعة أخرى، سلبية كانت أم إيجابية، هو اتخاذه معايير علم تحليل المضمون لاستخلاص تلك الصورة التي تستوجب حياد القائم بتحليل مضمون النص الاعلامي من أجل التوصل إلى النتائج العلمية التي تكون مطابقة مع اطار تلك الصورة في جميع الأحوال سواء أقام بها باحث عربي أم تركي أم هندي أم أمريكي وفي أية بقعة من العالم من خلال تمسكه بأساليب البحث العلمي، واختياره لتقنيات علم تحليل المضمون المستندة إلى سوق مجموعة من الشاذلات الخاضعة للبحث، ومواد خاصة بالتحليل كتحديد موضوع الدراسة من خلال اختيار العينة وفرز الفئات ووضع فرضياتها ثم جمع المعطيات وتصنيفها وتحويلها إلى جداول خاضعة للتقديم، وأخيراً تمحيط نتائج البحث وفق الفرضيات. هذا وإن المشكلة التي يريد الباحث اخضاعها لتقنيات علم تحليل المضمون في هذا الكتاب هي ",صورة الاتراك لدى العرب", في المجالات السياسية والأقتصادية والثقافية والاعلانية من خلال دراسات الأوراق المقدمة إلى الندوات العربية الخاصة بالعلاقات العربية - التركية في اطار القومية والأسلام والعلمانية التي عقدت خلال الأعوام 1980 - 1998، بالأضافة إلى دراسة مجموعة من الصحف العربية الصادرة خلال ستة أشهر (من 1998/10/1 إلى 1999/3/31 ) والتي تحتل مختلف الأتجاهات لدى الرأي العام العربي من جهة، وتغطي كافة الأخطار العربية من جهة أخرى، كما عمد إلى دراسة الكتب المدرسية في شرق الوطن العربي ومغربه لاستجلاء تلك الصورة. وقد قام باختيار المواد الخاضعة للتحليل وتحديد فئات الدراسة لاستخلاص المؤشرات المطلوبة لهذه المشكلة، مع اعداد استبيان حول رأي العرب في الأتراك لاستكمال ملامح تلك الصورة التركية لدى العرب أما خطة البحث وتحليل صورة الاتراك لدى العرب ضمن تقنيات تحليل المضمون النوعي خلال فترة مدار البحث، فقد تم تقسيمها وفق نظرية لازويل إلى موضوعات، والموضوعات إلى رموز مصنفة للوصول إلى النتائج المرجوة من خلال الخطوات الست المتبعة في استخدام تقنيات علم تحليل المضمون لتحديد ملامح تلك الصورة، مع أخذ الأطار الأجتماعي للمواد الخاضعة للدراسة بعين الاعتبار نظراً إلى أهمية المعطيات الأجتماعية والثقافية والأقتصادية والسياسية في تكوين الأطار العام لتك المواد الخاضعة للتحليل من أجل عدم الأكتفاء بوصف الحالة القائمة فقط، وانما محاولة إثارة التساؤل حولها إيضاً وصولاً إلى النتائج الصحيحة من جهة، ولإجاد الحلول الواقعية من جهة أخرى. وقد استخدم الباحث لتحقيق هذه الخطة، الدراسة العمودية في تحليل المواد وفق أساليب تحليل المضمون النوعي ذي الأبعاد الأجتماعية، والدراسة الافقية التي تتناول تحليل تلك المواد ضمن علاقاتها المتقاطعة والمتداخلة في المجتمع المحلي والقومي والأقليمي والدولي.