يهدف هذا الكتاب إلى تحليل المجتمع المصري في السبعينيات من خلال السينما .. فعند مراجعة الإنتاج السينمائي المصري الخاص بهذه الفترة اكتشفنا وجود متكرر لمشكلة النجاح خاصة في الأفلام التي تتناول قضايا اجتماعية وتلقى نجاحا ورواجا كبيرين. فلقد اخترقت السينما في النص الأول من حقبة السبعينيات الصمت الذي التزمت به وسائل الإعلام تضامنا مع منطق الانتزاع التدريجي للوعي السياسي للرأي العام الذي تبناه النظام . وحققت السينما ذلك بواسطة فرض مشكلتين: الأرض والديموقراطية. وأفلام هذه الحقبة تتدرج تحت مضمون مركزي وهو: الفشل والتحدي، فمن خلال ديناميتها الداخلية، تقيم هذه الأفلام حوارا حول مشكلة رئيسية: النجاح. ويفسر هذا المفهوم الدينامية السياسية والاجتماعية التي تميز المجتمع المصري في فترة محددة من تاريخه، يواجه فيها الفشل الذي مني به نتيجة الهزيمة العسكرية في 1967، ويتعين عليه أن ينجح في التحدي من أجل البقاء واستعادة الشرف المهدر بإرساء سيادة الدولة على جميع أراضيها. كما أبرزت أفلام النصف الثاني من السبعينيات أن مفهوم النجاح مرتبط بأغراض جديدة في ظل ظروف اجتماعية واقتصادية جديدة. وقد تميزت السينما في محاولة رصد وتحليل أحداث وتحولات المجتمع في السبعينيات بأسلوبين في التعبير: الأسطورة والتحقيق. وعليه يطمح الكتاب في أن يكون قد أضاف الجديد في مجال استخدام السينما كأداة تحليل وفهم للمجتمع وقضاياه وتحولاته.