وصف الكتاب
اللغة العربية لغة إنسانية حيّة مرت بأطوار مختلفة؛ وجاءتنا دقيقة التعابير عن تجربة الإنسان العربي مع الحياة، وهذه التجربة العميقة مع الحياة دفعت العرب إلى إستعمال الألفاظ في بعض الأحيان وفق المعاني المتفق عليها.وأحياناً كانوا يستعملون الألفاظ بدلالات جديدة تنقلها من معانيها الحقيقية إلى معانٍ مجازية.
فجاء هذا الكتاب ",أساس البلاغة", للزمخشري ممثلاً مرحلة من مراحل الدلالي للألفاظ حتى القرن السادس الهجري. لذا يمكن القول بأن الزمخشري ألف كتابه هذا ليظهر فيه طريقة العرب في التعبير والبيان،وليبين التحول الدلالي الذي يطرأ على الألفاظ حين تستعمل في سياقٍ لغوي، وإذا كان لكل لغة خصائصها، فإن ظاهرة المجاز في اللغة العربية تعدّ من أهم مظاهر نمها وتطورها. وأما منهجية الزمخشري في كتابه هذا فكانت كاتالي: رتب الزمخشري معجمه في أوائل الكلمات، وهو الأول في هذا الترتيب وقد جعله في أبواب، وكل باب إنقسم إلى فقرات (الحرف الأساسيمع جميع الأحرف الأبجدية).
وقد كانت مصادر الزمخشري كل ما قرأه من بطون الكتب، و الدفاتر من روائع ألفاظ مفتنةٍ، وجوامع كلم، لذلك ضم الكتاب عبارات موجزة كثيرة إختارها الزمخشري من القرآن الكريم، والحديث النبوي الشريف، وأمثال العرب، وعبارات أخرى بليغة، لذا يمكن القول بأن معجم الزمخشري هذا ليس معجماً لغوياً للمفردات، بل هو معجم للعبارات البليغة الفصيحة.
أما الشعر فقد كان في هذا المعجم كثيراً جداً، تجاوز (5000) خمسة آلاف شاهد. ولأهمية الكتاب تمّ إخراجه بحلة معاصرة نالت من الإعتناء الكثير تحقيقاً وشرحاً وفهرسة. ويمكن إيجازها كاتالي:إثبات النص مع مراعاة قواعد الإملاء المتبعة في العصر الحديث، ضبط الكلمات التي تحتاج إلى ضبط، تخريج الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة والأبيات الشعرية والأمثال، تفسير المفردات الغامضة التي بحاجة إلى تفسير، وضع عدد من الفهارس الفنية.
وبعد فهذا كتاب يمكن الإحتكام إليه في فهم أسرار التعبير، وكما فيه تلمس الدلالة اللغوية للألفاظ في مختلف إستعمالاتها الحقيقية والمجازية. وبالتأكيد فإن الجميع من مطلعين وباحثين ولغويين ودارسين هم بحاجة شديدة لهذا الكتاب.