وصف الكتاب
كتاب ",الإمتاع والمؤانسة", أثر كبير ونفيس من آثار الأدب العربي في الأندلس عامة، وآثار أبي حيان التوحيدي خاصة، لأنه كتاب جامع لموضوعات متنوعة. حتى لنجد في الكتاب مسائل من كل علم وفن، في التفسير والشعر، والبلاغة والأدب والحديث والغناء واللغة والسياسة والمجون والحيوان، والمذاهب... الخ
أما طريقة الكتاب والمنهج الذي سار عليه مؤلفه في سرد مضامينه، فإن أبا حيان لم يلتزم في ذلك تنسيقاً ولا تبويباً، بل كان ينتقل من موضوع إلى موضوع آخر لأدنى مناسبة بين الموضوعين، وقد لا يكون هناك مناسبة بينهما، ولكن استجابة لطلب الوزير واختياره لموضوع الحديث ومادته.
فالكتاب إذن يفتقر إلى وحدة الموضوع، وغلى مزيد من الترتيب المنطقي، ولم يغب ذلك عن أبي حيان، إلا أنه أراد نقل المسامرات والأحاديث لصديقه أبي الوفاء كما جرت في حضرة الوزير، ولأن الاستطراد والانتقال فيما يكتب ويؤلف خير وسيلة لإبعاد الملل عن القارئ، وكأنه في ابتعاده في الوحدة التأليفية يريد أن يراعي أهواء قارئيه على اختلاف أذواقهم وأمزجتهم ومستوياتهم الثقافية، وهو بهذا المنهج يتشابه مع الجاحظ في كتاباته التي تعتمد على الاستطراد.
ومواد الكتاب مختلفة، فمنها عربية كالآيات القرآنية والأحاديث النبوية، والشعر العربي، والكتب والرسائل وأحاديث الرواة قبله أو في عصره، وبعضها أجنبي ومعرب مأخوذ من بلاد فارس وغيرها. وقد قسم أبو حيان كتابه إلى ليال، ذكر في كل ليلة الأحاديث والحوارات التي حدثت وتمت في مجلس الوزير، وهذا ما جعله ممتعاً ومؤنساً.
إن كتاب ",الإمتاع والمؤانسة", يعد من مفاخر أبي حيان التوحيدي ومحاسنه، وقد جمع فيه بين العلم والأدب مثل: الفلسفة واللغة والنحو والطبيعة، والجد والهزل كالنوادر وملح الوداع والشعر، وهو يمتاز بسلاسة الأسلوب، ونصاعة البيان، وثراء اللغة، ودقة التعبير، وتحديد الأسماء والتمييز بين الأوصاف والعبارات. مما يجعله تراثاً إنسانياً ثميناً.
وقد اعتمد في تحقيق هذه الطبعة من الكتاب على نسختين مخطوطتين من مخطوطات دار الكتب المصرية، النسخة الأولى مصورة عن نسخة أصلية في مكتبة طوب قبوسراي في تركيا، أما النسخة الثانية فهي في الأصل مصورة من ميلانو.
ولقد عني المحقق في هذا الكتاب على تفسير الغريب وشرح المشكل من مفرداته إما لأنها معربة أو لبعد الفترة الزمنية بيننا وبين عصر أبي حيان، وشرح المشكلة من عباراته، وإثبات مكان الساقط من مفرداته تناسب السياق، والتعريف بكثير ممن ذكرهم فيه من العلماء والأدباء والشعراء والفلاسفة، وتخريج الآيات القرآنية التي ورد ذكرها فيه ليسهل تناوله من قبل الباحثين والقراء.
كتاب في الأدب العربي الأندلسي عامة، وآثار أبي حيان التوحيدي خاصة، وهو كتاب جامع لموضوعات متنوعة وفيه مسائل في كل فن وعلم كالتفسير والشعر والبلاغة والأدب والحديث والغناء واللغة والسياسة والمجون والحيوان والمذاهب. ومواد الكتاب مختلفة فمنها عربية كالآيات والأحاديث والشعر العربي والكتب والرسائل وأحاديث الرواة قبله أو في عصره وبعضها أجنبي أو معرب مأخوذ من بلاد فارس وغيرها وهو بمثابة نقل المسامرات والأحاديث لصديق المصنف أبي الوفاء المهندس التي جرت في حضرة الوزير. وقد قسمه إلى ليال، ذكر في كل ليلة الأحاديث والحوادث التي حدثت وتمت في مجلس الوزير. وهذا ما جعله ممتعاً ومؤنساُ.