البعض يتسم بالإتقان - والبعض الآخر يحقق النجاح! من ذا الذي لا يتمنى بلوغ الكمال.. في بيته، وفي تعاملاته مع الآخرين، وبصفة خاصة جدًا في عمله؟ ثم ما هي المنظمة أو المؤسسة أو الشركة التي لا تتمنى أن يكون لديها عاملون مجيدون ومتقنون لدرجة الكمال؟ ولكن لأنه لا يمكن وضع الإتقان والنجاح في كفة واحدة، ولأن السعي نحو الكمال في العمل ربما يأتي بنتائج عكسية أو يسبِّب أضرارًا، فإن سيمونا يانسون تتناول هذه القضية الشائكة والمعادلة الصعبة بكل دقة وموضوعية وصراحة لتضع بين يدي القارئ مجموعة من الفروض والرؤى التي تحاول جاهدة- من خلال كتابها هذا- أن تبرهن على صحة النتائج التي توصلت إليها بشأنها.

يتناول هذا الكتاب المرجعي المهم أسباب التصدي لرغبة الإنسان الدائمة ـ على اختلاف العصور والأماكن والثقافات ـ في بلوغ الكمال؛ حيث تذهب مؤلفة الكتاب إلى أنه لا يجب أن تسيطر فكرة السعي نحو الكمال أو بلوغه على عقول البشر، لأن الأمر لا يتعلق أساسًا أو يمكن اختزاله في تحديد الألويات بشكل دقيق.

ربما تصدم فكرة الكتاب القارئ للوهلة الأولى، إلا أن المؤلفة تبرهن على صحة وجهة نظرها من خلال استعراض الكثير من التجارب العملية ودراسات الحالة والمصادر والبحوث التي رجعت إليها.. والتي تؤكد كلها على أن الشخص الذي يحاول خلال عمله اليومي أن يحقِّق نجاحًا بنسبة 110% بشكل دائم سوف يتجمد في منصبه الحالي بدلًا من الترقي إلى منصب أعلى، ولذلك، فهذا الكتاب هو المرشد العملي ـ من خلال التمارين والاختبارات التي يقدِّمها ـ لكل من أراد تحسين إنتاجيته في العمل بعيدًا عن فكرة تحقيق الكمال في عمله، ومن ثم، تقديم إنجاز جيد يعمِّق إحساسه بالرضا عن عمله ويرسِّخه.