سكن العشوائيات/ (ما هم إلا بقايا بشر يعيشون بقايا حياة).. هؤلاء الذين يحصلون على بقايا الأشياء من كل نعم الحياة.. يحصلون على بقايا الطعام وبقايا المياه وبقايا التعليم وبقايا الدواء وبقايا الأمل... أناس اعتادوا أن تدفن أحلامهم وأمالهم في نفس اللحظة التي ولدت فيها.. أناس يتحدث عنهم الكثير يشفق عليهم الكثير ولكن أكثر من هذا لا تنتظر؟؟... فقط إذا أرادت أن تصبح بطلاً في مصر كل ما عليك أن تشير باصابعك إلى سكان العشوائيات تتحدث عنهم عن معاناتهم اليومية وحياتهم المؤلمة ولكن ماذا بعد... لا جديد... وتستمر المعاناة وتستمر المأساة... سكان العشوائيات يشبهون في كثيراً من صفاتهم الموتى... فكما أن الموتى لا يشعر بهم أحد فكذلك هؤلاء ليس لهم إلا الله هو الذي خلقهم في هذا الوطن الذي أصابه العفن في كل شئ.. وبجانب كل هذا يأتي كثير من السفهاء لكي يقنع الناس بأن العشوائيات ما هي إلا أرضاً خصبة لكل ما هو بلطجة وخدرات ودعارة وارهاب... وكأن العشوائيات لا تصنع سوى تلك الأصناف من البشر!!! وهذا ظلم بيّن ولكن قد اعتدنا على ذلك منذ الصغر أن نعيش كفئران تجارب لا أكثر من هذا.... وأخيراً... في العشوائيات عايشت فرأيت فتألمت فبكيت فكتبت... فكان هذا الكتاب (الساخر)!!!! الذي بين أيديكم كتاب (بواقي بشر).