ينظر هذا الكتاب إلى إدارة الموارد البشرية وإلى ممارستها ومكانتها في الهياكل التنظيمية اليوم، ليس مجرد إدارة هامشية تمارس أنشطة روتينية، إنما إدارة استراتيجية تتولى توظيف كافة القرارات المتعلقة بالموارد البشرية في خدمة الاستراتيجية العامة للمؤسسات في حالات الاستقرار أو في حالات التحديات.

تأتي أهمية هذا الكتاب أيضاً، من محاولة تسليط الضوء على استرتيجيات إدارة الموارد البشرية من خلال رواية طويلة الأجل تستند على تفكير استراتيجي، تبدأ من عملية استقطاب وجذب الموارد البشرية الموهوبة وتحفيزها وتنميتها وصيانتها، وهي بهذه الاستراتيجيات تسمح بإعطاء دور مميز للمؤسساتها في تحقيق: أولاً تنوع مهارات وقدرات ومصارف ومفاهيم مواردها البشرية، وجعلها قادرة على تحقيق قفزات نوعية ومميزة لمؤسساتها في طل المنافسات الحادة، وثانياً: جعل مؤسساتها بفضل وضوح الرؤية في استراتيجيتها أو تصميم سياساتها بناء على أهداف ومصالح مشتركة بين المؤسسات ومواردها، أما بخصوص الأشكالية التي يتناولها هذا الكتاب، فتتمحور حول طبيعة العلاقة التي ستسلكها المؤسسات من خلال إدارة الموارد البشرية، هل ستقوم هذه العلاقة على أهمية الموارد في بناء المؤسسات؟ أم أن هذه الموارد البشرية لا تختلف ذهبت دورها عن بقية الموارد المؤسساتية الأخرى؟ وما هي انعكاسات هذه العلاقة على سياسات إدارة الموارد البشرية؟