وصف الكتاب
يستهدف الجهد المبذول في هذا المقال تطوير أنظمة تأويلنا للعالم، وربطها بحقيقة الوجود، ودفع مناهج تحليل الخطاب إلى الإجابة عن الأسئلة الحقيقية لوجود الإنسان على الأرض بالخطاب والعمل. تسمح لنا التطويرات الجديدة في الرؤية، وفي خطاطة التناول من تحليل الذهنية التأويلية التراثية الإسلامية، وبيان استراتيجيات العقل التأويلي العربي القديم، فضلا عن الحرص على إغناء مجال مقاربة الخطابات بأدوات تأويلية قائمة على إحداث المواجهات التأويلية من منظور تأويلي وجودي، وتجاوز التوقف الحاصل في مجال الاقتراحات النظرية والتطبيقية في مجال تحليل الخطاب.
وتناغما مع رؤيتنا الفلسفية التي بسطناها في كتاب ", البلاغة الكبرى", فإن منظورنا المنهاجي يدعو إلى تحصيل المعاني والاعتبارات التي تمنح وجودنا معنى بعد تحليل الخطاب لغويا وبنائيا وسيميائيا، والتزود بمادة معرفية وروحية غنية تغني علاقتنا بالعالم الذي نحيا فيه اليوم، وتُخرجنا من الحيرة الوجودية، كما تبصرنا بحقيقة الدين والفهم الصحيح له والعلاقة مع الآخرين، وتجنب الأحكام الظاهرية عليهم. بل إنها ما تفتأ تذكرنا أن المناهج التحليلية والتأويلية التي تدعم هُويتنا المعرفية هي تلك التي تستمد قوتها من مرجعية إيمانية وروحية أصيلة عقلانية وعلمية . ألا يستحق تطوير مناهج التأويل والفهم وتنوير العقل الإنساني المعاصر أن نستفيد من الثراء الروحي الوجودي الإسلامي؟فإلى متى إذا سنظل مختبئين في تبعيتنا، راكبين مراكب مهترئة في بحر وجودي هائج؟ و إلى متى سنظل تابعين مقلدين للمناهج المادية أو البنائية القاصرة عن تقديم جواب لكل ما يبني كينونتنا وهُويتنا؟ أقرأ أقل