وصف الكتاب
إذا كان قد حدث بالفعل تقدماً إقتصادياً هائلاً خاصة فى دول الشمال المتقدم فماذا عن المستقبل؟ وهل يمكن لهذا النمو الإقتصادى أن يستمر ويزداد فى ظل موارد طبيعية مستنزفة ومخاوف بيئية قائمة تهدد منجزات البشرية ومستقبلها؟
إن الأجابة على هذه التساؤلات يمكن تلخيصها فى عبارة واحدة هى أن التنمية الإقتصادية لم تعد وحدها هى الهدف والغاية, لكن لابد من وجود أشكال أخرى من التنمية تتطلع إلى الإستقرار والإستمرار بحيث تتخطى النظرة الضيقة طلباً للربح السريع, على أن يواكب ذلك إجراءات مؤسسية وتشريعية وثقافية وهو ما ستطلع به هذه الدراسة.
إن علاقة الأنسان ببيئته فى العصر الراهن قد وصلت إلى حد الحرج, وبات الأهتمام بإعادة هذه العلاقة إلى وضعها السوى الطبيعى, سبيلاً للمحافظة على البيئة وصيانة نظامها الإيكولوجى أمراً حيوياً وحاسماً لحساب الإنسان نفسه.
وعملية حماية البيئة ",أو صيانتها تعد اليوم نشاطاً متعدد الحوانب والأبعاد, ومجالاً للعديد من العلوم والتخصصات المهنية, وليست وقفاً على مجال بعينه, أو تخصص بمفرده ولذلك فقد أصبحت العلاقة بيت الإنسان والبيئة تشكل محور الإهتمام فى العديد من هذه العلوم والمجالات التطبيقية. وتأسيساً على ما سبق يأتى هذا العمل العلمى بهدف المساهمة فى تفعيل الجهود المبذولة لحماية البيئة وإكتشاف مواطن الخلل فى ماهو قائم.