هدفنا سهولة الحصول على الكتب لمن لديه هواية القراءة. لذا فنحن نقوم بنشر اماكن تواجد الكتب إذا كانت مكتبات ورقية او الكترونية
ونؤمن بان كل حقوق المؤلفين ودار النشر محفوظة لهم. لذلك فنحن لا نقوم برفع الملفات لكننا ننشر فقط اماكن تواجدها ورقية او الكترونية
إذا اردت ان يتم حذف بيانات كتابك من الموقع او اى بيانات عنه، رجاءا اتصل بنا فورا
إذا اردت ان تقوم بنشر بيانات كتابك او اماكن تواجده رجاءا رفع كتاب
قراءة و تحميل pdf فى كتاب : توظيف النظرية البنائية في الفنون التشكيلية (دراسة في تنمية المهارات التحليلية التركيبية)
إن العمليات التحليلية التركيبية تتعالق بين ثنائيات وإن طرفي كل من تلك الثنائيات جوهر العمل الفني وذاتية الفنان المتفرد بها، وليس من شروط طرفي تلك الثنائيات لن يتعادلا أو يتوازنا بل إنه من الأفضل أن يتفاعلا كل بحسب مقداره من القيم التي يقدمانها أثناء قيام ذلك الفنان أو (المتعلم) بتفسير منطلقاته التي تحدد نوع وطبيعة العناصر الفنية المشتركة في التكوين الفني، وكذلك عند قيامه بتنفيذ ذلك التكوين الفني.
ولكل من تلك الثنائيات بنى وإئتلافات وتعالقات تزداد عمقاً أو تفاعلاً لتحقيق تلك القيم، الثنائية الأولى هي ثنائية الشكلانية والمفاهيمية.
إن العناصر البصرية المكونة للشكل ترتبط مع بعضها لتؤلف المكونات المرئية التي يعتمدها الفنان في تشكيل لوحته فيتخذ كل عنصر من عناصر العمل الفني موقعه الصحيح وذلك لكي يقوم بوظيفته الشكلية الجمالية بصورة كاملة بغية تحقيق النوازع الجمالية والتعبيرية، فاللوحة هي مجموعة صيغ بصرية تعبر عن تنظيم شكلي معين لمجموعة من العناصر، فالشكل هو ترتيب للخطوط والألوان في عمل منظم مكثف بذاته.
إن تنظيم تلك الأشكال يقوم على أساس فكرة لذلك فإن تلك الأشكال هي التمثيل المادي لفكرة مجردة في تلك البنى العقلية لذلك الفنان فتتجسد الأفكار من خلال العناصر والوحدات الشكلية ولكن ذلك يتطلب أن يمتلك الفنان قدرة إدراكية لكيفيات تركيب تلك العناصر المادية؛ لأن تلك العناصر خاضعة لمعرفة تبرز ذاتية الفنان.
فالمعرفة هي الخزين العقلي المفاهيمي المتراكب والمنظم على شكل أبنية عقلية تتدرج في تعقيدها ومعتمدة في تنظيمها وتطويرها على الفرد ذاته.
هذا المخزون المعرفي هو عبارة عن تمثيلات داخلية قابلة للتعديل والتجديد بما يتلاءم وتوجهات الفنان (المتعلم) التخصصية وهي تساعده في صياغة الأشكال بطريقة مختلفة عن الآخرين، فعمليات الإنتاج تكمن بالإختلاف الذي يتضمن عمليات تكييف للمفهوم لتشكيل أنظمة جديدة للشكل تجسد التكوين فيكتسب الشكل بعدين، الاول الشكل بمجموع عناصره التشكيلية الذي هو مادي في أي إنتاج فني، والثاني الشكل المفاهيمي الذي يعبر عن الصيغ المعرفية التنظيمية في البنى العقلية للفنان (المتعلم)، أما الثنائية الثانية هي ثنائية الحسي والخيال، فالفنان أو المتعلم يستطيع التعرف على الأشياء ويفسر ما يستقبله ويبني مفاهيمه الخاصة والعامة عن طريق الحواس.