إن معرفة الفرد لمشاعره وسلوكياته، ومناقشته واستجابته لمشاعر وسلوكيات الآخرين، وتوفير مناخ يسمح بخيارات متعددة ويطرح أسئلة ذات علاقة، ويشجع احترام الذات واحترام الآخرين من العوامل المهمة لتطوير النظام القيمي لدى الفرد. وعلينا أن ننظر إلى عملية تطوير القيم على أنها عملية مستمرة آخذين بعين الاعتبار تغير الظروف والأحوال والمعطيات أكثر من كونها قوانين مسبقة وثابتة أو استجابة لرموز أخلاقية محددة مسبقاً وعلينا أن نشجع الشباب على تطوير نظام قيمي ذاتي يعكس احترامهم لأنفسهم وللآخرين.

يقع على عاتق المدرسة دور كبير في غرس النظام القيمي في نفوس الطلبة وعليها أن تعمل على خلق الجو الملائم لتعليم القيم، فكما هو مطلوب من المعلم أن يبدع نشاطات ومواقف لتطوير المهارات الأكاديمية عليه أيضاً إبداع النشاطات التي تؤدي إلى تطوير مفهوم الطالب للإنسانية. كما أن اتجاهات المعلم نحو الحياة ومشاعره واستجاباته نحو ذاته ونحو الآخرين ونحو جميع الأشياء الحية وغير الحية في البيئة لها تأثير كبير على اتجاهات وسلوك التلاميذ.

إن التواصل الفعال يزود اليافعين بالأدوات التي تمكنهم من التعامل مع صراعات الحياة اليومية والتي تبدو بالنسبة لهم أنها لا تقهر. عندما يتعلم اليافعون أنه يمكنهم أن يشاركوا انفعالاتهم وأفكارهم دون التعرض للانتقاد وإصدار الأحكام فإنهم يبدؤون بتطوير الثقة بالنفس والإحساس بالمسؤولية الشخصية.

المشاركة تساعد اليافعين على إيضاح مشاعرهم وأفكارهم حول أنفسهم أصدقائهم وعائلاتهم، وأن يشاركوا هذه المشاعر مع الأفراد المهمين بالنسبة لهم. وفقد من خلال زيادة إدراك الذات يستطيع اليافعون أن يتقبلوا أنفسهم كأفراد متميزين وأعضاء في عائلاتهم ومجتمعاتهم.

المشاركة هي كتاب نشاطات يشجع التعبير من خلال الفن والمناقشة والكتابة ويركز على الحاجات والاهتمامات الأساسية لليافعين.

كتاب المشاركة يوفر للمعلم مادة خصبة للتعلم الفعال، وكل صفحة من صفحاته يمكن استخدامها كصفحة نقاش للبدء، ويجب أن يتم اختيارها بحيث تناسب الاحتياجات الأساسية لليافعين، ولذا فعلينا ألا نجبر الأطفال على النقاشات والنشاطات بل يجب أن تكون مصدر متعة واكتشاف، وباباً مفتوحاً إلى ممر التفهم الحساس للآخرين وأن تدعم وتعزز تقدير الذات.