تعدّ المحاسبة عن الموارد البشرية من الموضوعات الحديثة، نسبياً، في مجال المحاسبة، حيث ظهرت بوادر الإهتمام بها من قبل المحاسبين منذ أوائل السبعينات من القرن الماضي، ومن أجل التعرف على أهمية الموارد البشرية في هذه الوحدات الإقتصادية المختلفة، ومن ثم دراسة مجموعة من الأساليب العلمية التي يمكن أن تساهم وتساعد في تقييم تلك الموارد بصورة مالية شأنها بذلك شأن أية موارد أخرى يتم إستثمارها في الوحدات الإقتصادية في سبيل تحقيق أهدافها.

ومن الملاحظ أن حركة نمو وتطور القطاع المصرفي عربياً وعالمياً إتخذت عدة إتجاهات سريعة مما يتطلب الحاجة إلى الموارد البشرية التي توصف بأنها تمتلك المهارات الفكرية والتكنولوجية، لخلق مرحلة الإصلاح وتأسيس هيكلية مناسبة لوضع اللبنات الأساسية للقاعدة البشرية العلمية والفنية، لنشر ثقافة المحاسبة البشرية، ورفع وتيرة نظرية الولاء بين المؤسسة والأفراد، وبما ينعكس على إيجابية العملية الإنتاجية والخدمية.

ولذلك برز الكتاب من خلال التعرف على نظام وآلية عمل الملاك في مصرف دجلة والفرات للتنمية والإستثمار، ومدى ولائه للمؤسسة وإرتباط نجاح هذه المؤسسة بنجاح العنصر البشري وإمكانية إعتباره كأصل من أصولها وإدامة ما يعزز هذا الإرتباط والولاء وتطوير تفاعله مع إطار عمل المؤسسة.

ولذلك تهدف الدراسة إلى إيجاد أفضل الطرق لتقييم الموارد البشرية وتقويمها، لبلورة مفهوم المحاسبة عن الموارد البشرية في مصرف دجلة والفرات للتنمية والإستثمار كأنموذج لتطبيقها في المصارف التجارية العراقية، وبالنتيجة يحقق الكتاب عدة مزايا للإدارة منها:
-التخطيط السليم للقوى العاملة لمواجهة الأعباء الحالية والمتوقعة.
-تقدير الإستثمارات التي توجهها الإدارة في بناء تنظيمها الإنساني.
-تحديد أفضل مجالات الإستفادة من الأصول البشرية وذلك عن طريق قياس العائد من إستخدام هذه الأصول وتحديد التكاليف الحقيقية للأعمال مما يساعد على إتخاذ القرارات الملائمة المالية والإنتاجية الإنسانية.