يتضمن هذا الكتاب مجموعة فى الفصول التى تهدف فى مجملها إلى تقديم الأسس المعرفية والأجراءات العملية لتنمية المهارات الرئيسية التى يجب أن يتحلى بها القائد فى ممارساته القيادية على النحو الذى يكفل له مستوى متميز فى الأداء القيادى لبحث مرؤوسيه على القيام بما يوكل إليهم فى مهام بفاعلية بما يسمح المؤسسات الإنتاجية والخدمية بلوغ مستويات الجودة المعترف بها عالمياً. هذا وقد توزعت هذه الدراسة على تسعة فصول، يعنى الفصل الأول فيه بالوقوف على دواعى الاهتمام بتنمية القادة وبيان طبيعة المهارات القيادية المطلوب تنميتها لديهم، والمسلمات التى تقوم عليها عملية تنمية تلك المهارات، والمبادئ والآليات والفنيات التى تنظم وتحكم تلك العملية. اما الفصل الثانى فيحوى مقدمة حول أهمية مهارات إدارة العلاقات الشخصية لدى القادة، والمكونات الفرعية لتلك المهارات، والتى تتمثل فى مهارات توكيد الذات ومهارات إدارة علاقة مع الآخر، والأسس العلمية والإجراءات العملية لتنمية تلك المهارات لدى القادة، وسبل تفعيل ممارساتها فى حياتهم العملية والشخصية. ويتضمن الفصل الثالث مقدمة حول أهمية مهارات التواصل الفعال، وطبيعة المكونات الفرعية لتلك المهارات، والقواعد والأخلاقيات الحاكمة للمارسة الفعالة لها، بالأضافة إلى كيفية تفعيل ممارسات التواصل الفعال فى الحياة المهنية والخاصة للقائد على النحو الذى يمكنه من إقناع مرؤوسيه بما يعتقد أنه الأكثر صوابا لمصلحة العمل، وحثهم على القيام بالمهام التى يكلفهمبها اعتمادا على قوة المنطق بدلا من الاستعانة بقوة صلاحيات المنصب كوسيلة وحيدة لتحقيق الأهداف. ويعرض الفصل الرابع لمزايا الإدارة الفعالة للوقت، ومضار سوء إدارته، وتحليل كيفية أن فاق الوقت، وأبرز أسباب إهداره، والأساليب الفعالة لإدارة الوقت، فضلا عن ذكر ذكر إرشادات لنماذج نجحت فى إدارة وقتها. ويناقش الفصل الخامس عملية التنمية الذاتية بوصفها الجناح المكمل للتنمية النظامية، وتتمثل أهميتها فى أنها الأكثر إتاحة لأى قائد حيث يستخدمها حيثما وأينما شاء وفقا لاحتياجاته الشخصية، ويحوى تعريفا إجرائيا لها، ويعرض لطبيعة القدرات والمهارات المستهدفة للتنمية الذاتية لدى القائد، مع الإشارة إلى بعض التطبيقات الواقعية لعملية التنمية الذاتية فى مجال القيادة. أما الفصل السادس فيشير إلى تعريف الإبداع ومظاهر أهميته فى مجال القيادة، ومسلماته، وطبيعة القدرات الإبداعية وطرق قياسها، ةمراحل العملية الإبداعية، وأساليب تنمية الإبداع الشخصى فى الحياة اليومية للقادة لكى يصبحوا أكثر قدرة على النظر للأمور والمشكلات من زوايا متعددة، وطرح حلول متنوعة لها. فى حين ينصب اهتمام الفصل السابع على دواعى الاهتمام بتنمية التفكير الناقد لدى القادة، وتعريف التفكير الناقد ومهاراته الفرعية، وهى مهارات تمكن القائد فى حالة ارتفاعها لديه من أن يكتشف أخطاء تفكير الآخرين وتفسيرهم للأمور، وتقييم الأدلة والبراهين التى يقدمونها، وإعطاء وزن نسبى للأسباب المسهمة فى التأثير فى حدث ما، وترتيب الأولويات بصورة صحيحة، وتقبل النقد والاستفادة منه، فضلا عن الإشارة إلى بعض أساليب تنمية مهارات التفكير الناقد فى المجال القيادى. وبعرض فى الفصل الثامن لمفهوم الحكمة والتى تعد بمثابة البوصلة التى توجه جهود الإنسان- القائد فى الوجهة الصحيحة، وبطريقة رشيدة، وهى التى تمكنه من توقع عواقب آفعاله، والتوازن بين معرفته وعقله، ووجدانه وانفعالاته، وفهم السلوك الإنسانى فى إطار النسبية التى تراعى الظروف الفردية، والسياقية، والموقفية، والثقافية على نحو يساعده على إصدار آحكام آقرب للدقة على الأفراد والأحداث. ويعرض الفصل أيضا لأساليب القياس الكمية والكيفية للحكمة، ومكونات السلوك الحكيم ومواصفات الحكماء، وكيفية اكتساب وتنمية الحكمة، وسبل التوظيف الفعال للحكمة على كل من المستوى النظرى والتطبيقى فى مجال القيادة. أما الفصل التاسع فيعرض لمفهوم التفانى فى العمل، ويكشف عن ضرورة وجود قادة متفانين فى العمل لرفعة المؤسسات الخدمية والإنتاجية، وماهية خصال القادة المتفانين فى عملهم، وسبل تنمية ذلك النمط من القادة على المستوى القومى بوصفهم القوة المحركة للتقدم المؤسسى والمجتمعى.