وصف الكتاب
لم تكد تقوم إيران من حربها مع العراق حتى فاجأت العالم بحضور فاعل غيّر قوانين اللعبة السياسية والعسكرية الدولية. بسرعة مدّت أذرعها إلى دول الجوار فنسجت أحلافاً إما مع أجزاء من شعوبها على أساس ",المظلومية", أو مع ",أنظمتها", أو مع كليهما كما في العراق ولبنان، وفلسطين والمثل الفاقع: سورية.
فظهر ",حزب الله", قوة سياسية وعسكرية يقاوم ويقاتل في وجه إسرائيل، ثم لتمتد ذراعه ليس إلى تل أبيب ويافا وما وراء يافا فقط بل إلى دول قريبة وبعيدة.
ونبتت المعارضات العنيدة والخطرة في دول الخليج...
وجاءت ثالثة الأثافي: الملف النووي شاغل دوائر العسكر والسياسة الدولية.
لكن حضور إيران هذا الذي أدهش العالم لم يأتِ ابن ساعته، ولا من قوى خارجية دعمتها وساندتها، إنما جاء من داخلها! من تقدمها العلمي والتكولوجي، من علمائها المتفوقين في العلوم الصناعية الحديثة وم سياستها وبرغماتيتها في قراراتها الداخلية والخارجية.
يوضح هذا الكتاب كيف نشأت الأحزاب السياسية في إيران وكيف تطورت ومروراً بثورة الخميني حتى العام 2014.
واللافت أن هؤلاء بمعظمهم تزوّدوا بالعلوم الفقهية والشرعية ثم أضافوا إليها العلوم الوضعية وأسباب التفوق العلمي والتكنولوجي. وعاد كل منهم ليخدم بلده في المكان المناسب.
ولعل في هذا الكتاب من معلومات ما يخفف من الدهشة إزاء هذا الحضور الإيراني شاغل العالم بدوله وناسه... ويبقى السؤال: هل طبقت إيران الشعار الذي طرحه الرئيس الراحل أنور السادات قبل أكثر من أربعة عقود: دولة العلم والإيمان.