إن سعينا نحو زيادة تفصيل عقل المتعلم، وإظهار إمكاناته على صورة إداءات يحسن فيها بيئته، وتزيد كفاءته في تفاعله معها، وزيادة ثقته بقدراته وإمكاناته، لأن ذلك يجعله سعيداً مسلماً بأدوات مواجهة متطلبات العصر وتحدياته.

إن التحدي الذي نواجهه كسيكلوجيين هو زيادة قيمة المتعلم، وتزداد قيمته بإعتبار تفكيره، وعقله، ومعالجاته، وحاجاته، كما يتمثل في فهم تعلم وتفكير المتعلم الصغير لتقديم الواجبات الذهنية المناسبة له، وحيث إن أطفالنا وأبناءنا أعز ما نملك، لذلك التحدي أمامنا هو أن نعطيهم أعز ما نملك من ثمرات الجهود الذهنية بصورة بسيطة على صورة عادات عقل يسهل تمثلها وأدائها، كما ان من أكبر التحديات هو الدخول إلى أذهان الأطفال والعبث بها لجعلها أكثر نشاطاً ووجوداً.

أن تحب أطفالنا ونقدم لهم وجبات مفيدة لأنهم شبعوا من أكل الزبالة (Garbage Food) وحفظوا كثيراً، وآن لهم أن يستردوا عقولهم، وعلينا أن نعيد لهم الثقة قبل أن يصنعوها بأنفسهم ويتخلون عنا، فنفقد قيمتنا ونندم على ذلك، لذلك علينا أن نتعلم فكرة أن ليس هنالك ما هو متأخر... لنقدم الأفكار والثقة للأطفال.

من هنا ظهر أهمية كتاب عادات العقل وربطها بالتفكير، وقد تم تزويد الكتاب ببرنامج يمكن تبنيه في مواقف تعلمية مدرسية تغيّر في دور المعلم وتجعله محبوباً من طلبته، وتغيّر دور المتعلم وتزيد من قيمته ونشاطه لتحقيق أهدافه عن وعي.

لذلك للكتاب قيمة نظرية بما يزود به من نظرية في فهم عادات العقل وأسسها ومدلولاتها، وقيمة عملية تطبيقية بما تضمنه من برنامج وأدوات موثوقة، قابله للتطبيق على مواقف مختلفة وفي مواد دراسية مختلفة.