وصف الكتاب
أصدر فلاديمير برون عام 1928 كتابه الشهير (مورفولوجيا الحكاية الخرافية) الذي يدور حول البناء الهيكلي للحكاية العجيبة التي رأى أن المهم في تحليلها هو بناؤها الشكلي، والإلتزام بعناصر هذا البناء هو وحده الكفيل بالكشف عن الحكاية ونمط إشتغالها وتحولاتها الممكنة أيضاً؛ وهذا ما دفع بروب إلى الإحتفاء بالوظيفة وجعلها عصب النص ومحوره الرئيسي.
فالحكاية هي تسلسل من الوظائف المحدودة العدد والإنتشار ولا يمكنها أن تكون شيئاً آخر سوى ما تميل من العناصر الحكائية، فإنه يدخل في ضمن العرضي والزائل وغير الملائم. ولقد دفعه هذا التصور إلى إهمال الشخصيات التي تقوم بهذه الوظائف وتؤديها وتسمها وبميسها؛ فالشخصية في نظرة لا أهمية إلى على الإطلاق في البناء الحكائي، ولا يمكن الإستناء إليها من أجل معرفة الطريقة التي تشتغل بها الحكايات فالأجدى للدراسات السردية وبرأي بروب، أن تتخلى عن الشخصيات وأن تبحث بنية الحكاية فيما تقدمه الوظائف لا فيها توهم به الشخصيات، إلا أن هذا التصور لم يصمد طويلاً، إلا أنه قدم مقترحات ساهمت في تعميق معرفتنا بالنص السردي، وكشفت لنا عن وحدة الكائن البشري، وحدته في العقل والفن والغرائز، إلا أن الوقوف عند ما يوحد ليس كافياً لإنتاج معرفة حقيقية تخص الإنسان وعالمه، فهذه الوحدة لا يمكن أن تستمر في الوجود إلا إذا إستندت إلى خصوصية تغذيها.
من هنا جاءت الحاجة إلى العودة من جديد إلى ما يميز ويخصص، فمن صلب الكوني والعام ينبثق الإختلاف والتنوع والتعدد، وفي هذا المجال، لا يمكن للتعدد أن ينبثق إلا من خلال إعادة النظر فيما إعتبر عرضياً وبلا أهمية في التحليل أي الشخصية، فهذه الشخصية لا يمكن أن تكون عنصراً عرضياً وزائلاً لا يقدم ولا يؤخر، كما إعتقد ذلك بروب، بل هي، على العكس من ذلك، العنصر الذي يميز هذا النص عن ذاك.
من هذا المنطلق يأتي هذا الكتاب الذي يضم مجموعة من النماذج النظرية التي أولت إهتماماً كبيراً بالشخصية وتعاملت بإعتبارها الأساس الذي ينبني عليه الفعل السريد، وهو أيضاً الأساس الذي يقود إلى تشخيص القيم وإعادة صياغة حدودها. والجامع بين هذه التصورات هو تناولها للشخصية من زاوبة ترى في هذا المحفل السردي كياناً مرتبطاً بالبناء الخطابي (الدلالي) للنص، فإذا كان الفعل السردي يخضع في وجوده وإشتغاله لترسيمة كونية منبسقة، فإن خصوصيته تأتيه من الغطاء الخطابي الذي يحلله، وصياغته لشخصية جزء من هذا البناء.
وهكذا تم تقسيم الكتاب إلى بابين ومجموعة من الفصول؛ ضم الباب الأول مجموعة من القضايا النظرية الخاصة ببناء الشخصية من زوايا مختلفة، وتم تخصيص الباب الثاني لدراسة تطبيقية تناولت بالتحليل رواية ",الشراع والعاصفة",.
صدر فلاديمير بروب عام 1928 كتابه الشهير (مورفلوجيا الحكايه الخرافيه) الذي يدور حول البناء الهيكلي للحكاية العجيبة وقد اعتبر في حينه معلمة فكرية غير مسبوقة. فقد شكل هذا الكتاب قطيعه مع تقليد نقدي كان يراهن على الموضوعات والقيم من أجل اعطاء وصف شامل للنصوص السرديه، ومنها الحكايات العجيبة على وجه الخصوص.