وصف الكتاب
إن هذا الكتاب يحاول الإجابة عن تساؤلات تعرض لها علماء الأخلاق من مثل: ما الطريقة العملية التي يتعامل بها الإنسان إذا كان في موقع سلطة مع من دونه, أو من هو مسئول عنهم كالحاكم مع شعبه أو العكس؟ وفي الحياة الأسرية كيف يتم التعامل بين الزوج والزوجة, والأبناء والوالدين, والأقارب والمعارف, والجيران, والضيوف؟ وكيف يتعامل الإنسان مع أفراد المجتمع كالأستاذ مع تلميذه, أو المتعلم مع أستاذه, وهي علاقة تبادلية لها أسس واضحة وكذلك التعامل مع الأغنياء والفقراء؟
كما يبرز هذا الكتاب الخطاب الأخلاقي الذي يعمل على تقويض دواعي التفرق والتشرذم والتقاتل حين يضع الأسس الواضحة للتعامل مع الشخصيات الإنسانية التي يعتريها الضعف الديني وكيف يعمل على تماسك أفراد المجتمع وتآلفهم وانسجامهم فيما بينهم ولقد كان خطاب مفكري الإسلام وعلمائه واضحًا في تحليل هذه الشخصيات الإنسانية ووضعوا الأسس الصحيحة التي يتسنى لنا التعامل معها لإعادتها إلى جادة الفطرة الإنسانية السليمة فإن لم يكن ذلك فعلى الأقل تلمس الخطى الصحيحة التي بها يحصن الإنسان نفسه من دواعي شرور الآخرين.
كما أن الكتاب تعرض لأدب الحديث والنقد لرأي الآخر وكيف يتم بأسلوب صحيح دون تجريح لكرامة ومشاعر الآخرين وهو في كل جانب يقدم النموذج العملي من واقع حياة المسلمين تضافرًا مع المعطيات الفكرية النظرية التي أرشدوا إليها والتي تشهد لهم بأنهم سباقين في هذا المضمار عن كثير من علماء الغرب في مجال العلاقات الإنسانية.