وصف الكتاب
إن كثرة التفكير في الموت تكبح جماح الإنسان وترد مطامعه وتلجم شهواته ، وبقدر ما يتعمق الإنسان في التأمل في الموت تكثر حكمته وتزاد فطنته . فبالموت ينتهي كل ما في هذه الحياة الزائلة فإذا ما سعي الإنسان جهده في جمع الخيرات وتذخيرها وكان اسم الموت مكتوبا ًأمام عينيه أكتفي بحاجته ورجع وهو يهتف قائلا ً ", وأما التقوي مع القناعة فهي تجارة عظيمة ", (1تي 6 :6 ) .
تأملي يا نفسي حقيقة الموت نعم إنها مخيفة ، ولكن تشجعي يا نفسي وتجرعي هذه الكأس المرة بثبات . تصوري في مخيلتك انك وصلت إلي أبواب الموت وأوشكت روحك أن تفارق جسدك . فكم يكون هذا الإنفصال صعبا ً عليك . كم يؤلمك فراق هذا الجسد الذي كنت مستعبدة له في هذه الحياة . كم مرة خالفت إلهك ومصدر حياتك لكي تلذذي هذا الجسد ، والآن حين دنا وقت فراقك له التمسي منه أن يكافئك علي خدمتك إياه !
يا لشقاوتك . تأمليه بعد فراقك إياه لتجديه قد صار جيفة كريهة . أين اللذات التي تلذذ بها والتنعم الذي تنعمه ؟
قومي إذن يا نفسي من سباتك وأميتي هذا الجسد وادفني كل حركاته حتي يمكنك أن تحيي في البر وقداسة الحق . وهوذا روح الحق ينادي قائلا ً ", لأنه إن عشتم حسب الجسد فستموتون . ولكن إن كنتم بالروح تميتون أعمال الجسد فستحيون ", (رو 8 : 13 ) .
+ وفي هذا الكتاب نتحدث عن اللحظات الأخيرة في عمر الإنسان علي الأرض وعن رحلته العجيبة إلي مكان الإنتظار .
والكتاب يجيب عن الكثير من التساؤلات التي قد تخطر علي ذهننا مثل ما هو شعور الإنسان في لحظة حياته الأخيرة علي الأرض ، وتري هل سيكون حزين أم مسرور ؟
هل سيعرف الإنسان أقربائه وأصدقائه بعد الموت أم لا ؟
وغيرها من أسئلة وموضوعات متعلقة بالموت نجيب عنها في هذا الكتاب.