وصف الكتاب
إن جسم الإنسان -الذي تضافرت على دراسته علوم كثيرة لكي تكشف أسراره وتحافظ عليه, وتوسلت به فنون مختلفة للتعبير عن المشاعر والانفعالات المتباينة- يؤدي دوراً هاماً في تحقيق التفاعل الاجتماعي الذي يتمثل في التواصل بين أفراد المجتمع, لأن كلاً منا لا يتكلم بلسانه وأعضاء النطق الأخرى فقط, ولكنه يتكلم بأعضاء جسمه أيضاً, فيومئ برأسه, ويغمز بعينيه, ويزم بشفتيه, ويهز منكبيه, ويشير بيديه وأصابعه, بل إننا نجد الإشارة قد تنوب أحياناً عن الكلام في بعض المواقف.
لقد نشرت هذه الدراسة -نزعم أنها كانت ولا تزال رائدة في مجال الدراسات السيمائية العربية- منذ أكثر من عشر سنوات, ونعود لنشرها بعد نفاد الطبعة الأولى التي لقيت قبولاً واستحساناً لدى الباحثين, وقد أضفنا إليها فصلاً ثامناً يمثل دراسة تطبيقية لدور الإشارات الجسمية في التواصل في رواية ",بين القصرين", للأديب العالمي نجيب محفوظ, مع إعادة ترتيب فصول البابين الثاني والثالث. أرجو أن تكون هذه الدراسة في طبعتها الثانية مفيدة للدارسين الذين يهتمون بدراسة السلوك غير اللغوي non-verbal behaviour ودوره في التواصل أو التفاعل الاجتماعي من ناحية, ودوره في التعبير الجمالي والفني من ناحية أخرى.