وصف الكتاب
ما الذي يجعل لوحة غويارا المايا الخالعة ثيابها", أثرا فنياً، تباهي بحيازته المتاحف، ويتحلق الزوار من حولها وأمامها، يناقشون في فتيتها وأبعادها، وتباع نسخ مصورة منها في كل أرجاء العالم، ليعلقها المهتمون على جدران بيوتهم، فيما يصعب على أي كان الادعاء أن صورة سيدني كراونود عارية تقترب من أن تكون أثراً فنياً، وعلى الرغم من ذلك ثمة من يرى المراهن سخيفاً ومبتذلاً، وينظر إلى ما مضى وغبر بعين المعجب والمقدّر، بوصف ما مضى مُدرك الأهمية ومجمعاً عليه، وسؤال يبرز لماذا نحتفل بالموتى ونكرمهم ونذدري الأحياء، على الرغم أن من الأحياء ما يوازي أو يفرق الأوصاف التي من أجلها يكرم الأموات.
والكاتب يحاول الإجابة عن السؤال في ذلك لفهم المسار الذي سلكه الجسد البشري في الفن التصويري منذ قرون، وربط حلقات السلسلة بعضها ببعض، الأمر الذي أدى إلى ما آلت إليه الحال. فهذا الكتاب يحاول أن يثبت أن ثمة حيفاً متصلاً بين رسوم المجدلية المتقدمة في الزمن وعاريات الرسم في عصور النهضة وما تلاها وصولاً إلى الفوتوغراف والسينما، والبورتوغرافيا وعروض الأزياء، وكل هذا لا يلغي الاعتراض على الحال الراهنة، بل يصفها في مساحة اشمل وأوسع، إذ يبدو اليوم أن الصورة السابقة للحس البشري فاشية وطاغية إلى حد مودّع، فلا يجرؤ أحد على مساءلة نفسه إن كانت ",مارلين مونرو", جميلة حقاً أم لا.
هذا الكتاب هو كتاب في الجسد، يرافقه في مراحل تصويره الأولى جسداً محايداً لا استفزاز فيه، لا جرأة ولا إعتراف.
كتاب يعترف للجسد بتعبه وضعفه وحاجته في أن يكون خاصاً لا عاماً، ثائراً لا محايداً كما في رسوم جيل وغويا..
جسد حقيقي لا إصطناعي كما ",تستهلكه الحياة العصرية التي تخفي آثار القلق بالمساحيق والأدوية والعمليات الجراحية",.
جسد متعب منغمس في مشقة الشهوات، لكن حرّ متنصّل من طوق خجل يعتريه، وذلك بعيشه رغباته وحاجاته وتآلفه مع عجزه.
إنه كتاب في أنسنة الجسد وتعريته من كمالية الرسم والصورة والسينما، هو دعوة الإنسان والنجم الإله إلى كبوة الآلهة فيه، هو دعوة يطلقها خبيز ",للتصالح مع الجسد",.