هل للجسد لغة، وإلا لما كان هذا الكتاب، ربما يكون هذا بديهيًا، غير أن الذي لا يعلمه قارئ هذا الكتاب هو أن العيون، والحواجب، والأكتاف، والأصابع، والأيدى، والوجه، وحتى الشعر، لها لغة لا تكذب، كما أنها لا تخطئ. ربما يقول أحدهم أنه ليس متوترًا غير أن أصابعه التي تبعث في ميدالية مفاتيحه تفضحه. ومن منا لم يسمع ذلك بيت الشعر المشهور الذي يقول: (الصب تفضحه عيونه). أي من يعشق لا يحتاج إلى الكلام حتى يفصح عن عشقه فهذا واضح من عينيه.

ولهذا فإن للجسد لغة، وهذا الكتاب يحاول أن يشرحها، أن يضع قواعدها، أن يؤلف قاموسًا لمفردات لغة الجسد. نحن نعلم أن قراءة الطرف الآخر مفيدة، في الحوارات، في المفاوضات، في التواصل بشكل عام. ولغة الجسد تجعل الآخر أمامك مثل الكتاب المفتوح، تقرأ في صفحاته كيفما شئت.