يشهد موضوع تطوير المناهج الدراسية نقاشاً مستمراً على مدى الأزمنة والعصور؛ فالمناهج الدراسية ترتبط ‏بالمنظومة السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية والعلمية والتقنية وغيرها من المجالات لأي بلد، وكلما ‏تغيرت هذه المنظومة كلاً أو جزءاً كانت هناك حاجة لمراجعة المناهج الدراسية على المستوى النظري ‏والتطبيقي، ولا فرق بين المناهج الإنسانية أو الطبيعية في هذا الجانب.‏ ‎

‎ إن موضوع التطوير شامل وواسع الجوانب وفي محل المناهج الدراسية أصبحت المهمة متنوعة ومتعددة؛ ‏تبعاً لتعدد عناصر المنهج الدراسي على وفق المفهوم الحديث له إذ لم يعد المنهج مجرد كتاب أو مقرر ‏دراسي بل أصبح ينصرف إلى الأهداف ومحتوى الكتاب وطرائق التدريس والأنشطة التعليمية المصاحبة ‏والتقويم؛ لذا يستلزم لتطوير المنهج تطوير كل هذه العناصر ليأتي التطوير أكله وثماره الطيبة.‏ ‎

‎ ويهدف هذا الكتاب إلى التركيز على التربية بشكل عام والتربية العقلية للتلميذ بشكل خاص؛ لأنها الغاية ‏القصوى لأي منهج الدراسي، وضمان نمو الفهم القرائي لدى التلاميذ بشكل يجعلهم أكثر عمقاً عقلياً في فهم ‏المعاني والقيم المضمنة بالمنهج من خلال طرائق تدريس حديثة تواكب المتغيرات المعرفية والعقلية.‏