وصف الكتاب
يشهد العالم اليوم إهتماماً بالغاً بالمناهج الدراسة وحركة سريعة في بناء المناهج وتقويمها وفق نماذج Models تعبر عن فلسفة ذلك المجتمع وأهدافه في بناء الإنسان المتعلم المفكر والمبدع المساهم في بناء حضارة أمته...
يشهد العالم العربي في الوقت الحاضر إهتماماً كبيراً بالتربية تعبيراً عن حاجات الفرد وحاجات المجتمع وإنسجاماً مع رغبة الشعب العربي في النهوض وخلع ثوب (رداء) التبعية للآخر والتخلص من مظاهر التخلف المتمثلة بالفقر والجهل والمرض.
والمناهج الدراسية تعني، الترجمة العملية لأهداف التربية وخططها وإتجاهاتها والتي ينبغي أن تنبثق من حاجات البيئة ومتطلبات تنميتها وتطلعات الأمة إلى حياة أفضل مُعبّرة عن طاقاتها وقدراتها في إتخاذ القرار والنهوض.
تعددت أنواع المناهج واختلفت وتباينت في أهدافها ومحتوياتها واختلفت في طرق التدريس المعتمدة في التعليم، ولكل نوع مميزات إيجابية وأخرى سلبية، ومع كل هذا وذاك تبقى المناهج الدراسية بحاجة ماسة إلى التقويم بهدف التطوير أو التغيير أو التجديد على أن يتم كل ذلك وفق مفهوم التطوير بمفهومه الواسع الشامل.
من هنا، تنبثق أهمية هذا الكتاب الموسوم ",المنهج الدراسي، فلسفته، بناؤه وتقويمه", من موقع المؤلف الدكتور ماهر الجعفري كوكيل لوزير التربية للشؤون العلمية والتربوية، وكرئيس للجنة العليا لتطوير المناهج، ورئيس الدائرة التربوية في ديوان الرئاسة، حيث يرى من خلال إطلاعه على فلسفه الأنظمة التربوية العربية وسياساتها وأهدافها، ومن خلال قراءته لفكر من لهم باع في ميدان الفكر التربوي العربي، أن سيرة التربية والتعليم الحديثة والمعاصرة في الوطن العربي تعرضت إلى إنحرافات فكرية وثقافية وإجرائية خطيرة مزقت شخصية الإنسان العربي وهدّمت كيان الأمة العربية وضحالة في فهم متطلبات العملية التربوية وإلى غياب فلسفة عربية للتربية من الأنظمة التربوية العربية. لهذا دأب في كتابه هذا بالتعريف بالمناهج الدراسية من خلال رؤية الفلسفات لها، وناقش مفاهيم المناهج الدراسية واستعرض عمليات البناء والتقويم الغربية والعربية وتوصل إلى أن الأنظمة التربوية العربية تقع في دائرة التقليد الإستيراد دون الحوار على الرغم من وجود إرهاصات أو مبادرات هنا وهناك من أقطار الوطن العربي نحو التجديد أو التطوير على الرغم من الصراع بين ما هو قائم وبين متطلبات التغيير والتطوير والتجديد.
لذلك أوصى بعدد من التوصيات المستمدة من الدراسات التربوية تعالج الواقع المريض للمناهج الدراسية في الوطن العربي وتتصدى للمشكلات التي يعاني منها العرب.