يعني هذا الكتاب بدراسة طرائق تدريس مهارات التربية الإسلامية وبشرح أولوياتها، وأنشطتها، وتطبيقاتها العملية وذلك في ثلاثة أبواب عني الأول بالتربية الربانية فتحدث عن أهدافها التي تركزت على بناء صرح الحضارة الإنسانية الكريمة وبناء شخصية الفرد المتوازنة والمتكاملة. وعني بخصائصها في كونها أبهة للعلم الصحيح، وفي قدسية مدرها فطريتها وإنسانيتها، وثبات أصولها، ومرونة فروعها. وعني كذلك ببيان الأسس التي قامت عليه هذه التربية الربانية الفلسفية والعقدية والمعرفية والاجتماعية والنفسية.

كما عني ببيان مبادئ هذه التربية في تقديسها للعلم والتزامها بالتعليم واستمراره في الحياة، وممارسة العلم بالعمل، ومراعاة الفروق الفردية والتدرج وتكافؤ الفرص، والترغيب والترهيب والموازنة بينهما، وفي شفافية الأدب في التعليم، وفي الاهتمام بالذوق الجمالي، والعناية بالقدوة الحسنة وتعشق المثل العليا، والتنشئة على الحرية المقيدة بالقيم.

ولقد اهتم اهتماماً خاصاً بمدرسها الكفء، الذي عقد له فصلاً خاصاً يميزه بموهبته ورغبته الجامحة، وعمق عقيدته وورعه، وجمال خلقه، ونفسه المطمئنة، وغزارة علمه، وحدة ذكائه وموازنته الدقيقة في كل شيء، في تدريسه وتوضيح لشخصيته المتكاملة لتلاميذه، وللحب المتبادل والاحترام بينه وبينهم وأسلوب حديثه الفصيح الممتع.

أما الباب الثاني: فقد اهتم بالتخطيط -مفهومه وأهميته، وعناصره- من خطة تدريسية بأهدافها، ومحتواها وتقويمها وزمنها وعدد حصصها وتغذيتها الراجعة. كما اهتم بالتقويم -مفهومه وتاريخه وأهميته وأنواعه، وبالقياس والتقويم في الإسلام وخصائصه، وهو موضوع ثر، ولكن يندر من يطرقه! واهتم أيضاً بمجالات التقويم الإسلامي للمتعلمين والمعلمين والكتاب، ولمضمون المنهج بعناصره الأربعة.

ثم انتقل إلى أدوات التقويم والاختبارات التحصيلية، بأنواعها، والملاحظة بأنواعها، والمقابلة الشخصية بأنواعها، والاستبانة بأنواعها، ومقاييس الاتجاهات، ومقاييس المجال النفس حركي، ومقياس السجل التأريخي، والتقويم الذاتي. ولقد عقد للأتشطة التربوية فصلاً خاصاً، بأهدافها ومعوقاتها، واهتم بمدرس النشاط -صفاته، وإعداده، ثم توسع بالأنشطة التربوية، بعرض نماذج متنوعة من الأنشطة التي تصلح أن تكون قدوة لكل ناشط، لاتساع مجالاتها الحيوية، وتنوع اختصاصاتها.

أما الباب الثالث، وهو أوسع الأبواب، أكثر من نصف حجمه، فهو بعنوان طرائق تدريس مهارات التربية الإسلامية. فقد اشتمل فصله الأول على التعريف بطرائق التدريس العامة، ابتداءً بالمهارة وتعريفها، ثم الأهداف السلوكية التعليمية التي أعنى بها في نهاية كل درس بمجالات العقيدة والأخلاق والآداب الاجتماعية، وغيرها... وعرج بعدها إلى الوسائل التعليمية وتكنولوجيا التعليم، وأنواعها المفاد منها في طرائق التدريس، ثم عرف بأهم الطرائق التدريسية المشهورة، المحاضرة (الإلقائية)، والقياسية والاستقرائية والاستجواب، وقد ذكر لكل طريقة صلتها بالقرآن الكريم، وبيانها قبل أن يعلمها أساتذة الطرق في العالم، مع الاستدلالات الكثيرة من نصوصه عليها، ثم انتقل بعدها إلى طرائق تدريس التربية الإسلامية تباعاً: العقيدة، التلاوة والتفسير والحديث النبوي والسيرة النبوية والأخلاق (القيم السلوكية) ونظم الحياة في الإسلام، ثم العبادات (النظم الروحي): (الصلاة، الزكاة، الصوم، الحج).

مؤكداً في كل من المواضيع الأحد عشر أعلاه على الأهداف التدريسية والوسائل التعليمية ومرحلتي الدرس -التحضير والتدريس- وإعداد الخطة التدريسية، ثم الدرس الأنموذجي لكل موضوع. وعني بالخطط والدروس النموذجية بالخطوات الآتية: التمهيد والمقدمة، وعرض الدرس -بالاشتراك مع التلاميذ، ثم التقويم بالأسئلة التلخيصية والاختبارية والتربوية ثم الخلاصة، ثم الفوائد العلمية السلوكية من الدرس في مجالات العقيدة والاجتماع والآداب الاجتماعية، ثم كتابة الملاحظات الخاصة على الدرس -في تقويم المدرس نفسه وطلابه، داخل الصف وتسجيلها خارجه، ثم انتهاءً بالواجب البيتي.