النجاح قرين النضج، كما أنه قرين الوعي والمعرفة بالنفس والمجتمع، والمعرفة بشروط النجاح ومعناه وحدوده وطبيعته التي ترتبط بموقفنا من أنفسنا ومن العالم والحياة، فالحياة تصور، والإنسان مشروع يحقق نفسه تدريجيًا وفق تصور خاص للحياة والوجود، وإذا لم يكن ذلك كذلك فإن الإنسان سيحيا في العالم كالحيوان لا هم له إلا إشباع حاجاته البيولوجية.

وهذا الكتاب ليس وصفًا لطريق النجاح في العمل فقط، ولكنه برنامج للنجاح في كل مناحي الحياة . فهو يعرفك كيف تكون ناجحًا في الحب والزواج والعمل وتربية أطفالك، وناجحًا في علاقاتك مع الآخرين. كما يعرفك ما هي أسباب الإخفاق في الحياة والفشل وكيف تواجه مثل هذه الكبوات. وكيف نحول نقائضك إلى ميزات، وكيف تستفيد من الفشل وتحوله إلى نجاح.

وأول طريق النجاح بالطبع هو أن تعرف تكوينك المزاجي وصفاتك الخاصة وملكاتك وإمكانياتك وقدراتك وما تحب وما تكره، أي أن تعرف نفسك جيدًا. ثم تعرف ما هي أمراضك النفسية وما هي عيوبك ونقائضك وذلك وفق تكوينك النفسي والمزاجي.

إن كثيرًا جدًا من البشر هم قاب قوسين أو أدنى من النجاح في كل مناحي الحياة، وبدلًا من ذلك فهم يواجهون الفشل وراء الفشل، والسبب في ذلك أنهم لم يعرفوا أنفسهم ولم يسبروا غور قدراتهم وملكاتهم ولم يختطوا لأنفسهم خطة في الحياة، ولم يعرفوا أبدًا ماذا يريدون من هذا العالم.