وصف الكتاب
كيف تكون إنساناً ناجحاً وفي ذات الوقت سعيداً؟.. راضيا؟ نفسك مستقرة وليست مبعثرة حائرة؟! كثيرون في العالم نجدهم في قمة نجاحاتهم ولكنهم غير سعداء.. بل نجد أشخاصاً يملكون كل شيء ويقدمون على الإنتحار.. ما الذي ينقصهم ولم يجدوه فأقدموا على هذا أو حتى شعروا بأنهم غير سعداء؟! إنهم أناس شعروا بالخواء الروحي.. لديهم ",المادة", ولكن تنقصهم ",الروحانيات", في عالم سيطرت عليه المادية.. فكيف نحقق التوازن بين إشباع الجسد وإشباع الروح فلا يطغى أحدهما على الآخر؟ كيف نشعر بالسعادة والرضا ونرتقي بأنفسنا لنصبح نفوساً ",مطمئنة",.. إجابة هذا السؤال يحملها إلينا هذا الكتاب.
فهو يخبرنا بتلك الكيفية وليس هذا فحسب؟ وإنما يقوم مؤلفه الدكتور ",محمد بهجت الحديثي", فيه بصحبتنا فتهدأ نفوسنا على سطوره..نقرأها فتستقر في مشاعرها وتطمئن بها نفوسنا.
لا تتصوروا أنه كتاب دين..لا ليس هذا ولكنه كتاب لملم شتات أفكار إيجابية من هنا أو هناك، فشكل منها بناءاً رائعاً مترابطاً، وطريقاً ممهداً يأخذنا إلى حيث نريد..فقد كانت الحكمة ضالته فأخذها من القرآن الكريم والأحاديث الشريفة ومقولات الحكماء والفلاسفة وآراء الخبراء والمتخصصين وعلماء النفس وخبراء التنمية البشرية، ولكن لا يفهم من هذا أن الكتاب عبارة عن منظومة أقوال وحكم ومؤثرات فهذا ظلم فادح له، إنما هذا هو مادته الأولى التي صنع منها، ولكنه شيء مختلف عنها، فعندما انصهرت هذه المكونات في تلك البوتقة الفكرية الرائعة أخرجت لها مزيجاً مميزاً من ثمانية فصول، اجتمع في كل منه وجه من أوجه معاناه أو مشاكل الإنسان يصفه ويحلله ويضع له الدواء أو هي مرتبة عالية وشيء حسن نبحث عنه فيصفه أيضاً لنا ليبين لنا كيفية الوصول إليه.
فنجده بادئاً حديثه بالنفس الأمارة بالسوء، يصفها لنخرج من مأزقها، فيصل بنا إلى النفس اللوامة التي تأخذ دورها في الحديث لنصل إلى أهم ما يميزها، وهو في ذلك يسرد لنا العبر والقصص التاريخي والديني ويعيننا بنصائح وآراء الخبراء والعلماء.
ولا تنتهي رحلتنا هكذا لأنه بعد ذلك يحدثنا عن حسن الخلق في صورته الشاملة التي تصل إلى قبول الآخر المختلف عنها وعدم الاستبدال والعفو.
أما عن خلق وآداب الأسرة فهو يحدثنا عن العلاقة بين الرجل والمرأة، ومسببات الأزمات الزوجية، فيقدم لنا حلولاً ناجحة بسيطة، كذلك يحدثنا في سلوكياتنا وأخلاقنا ويحللها ويصف لنا السيكولوجية الكامنة ورائها، فتتفتح مداركنا لاستقبال نصائحه ومفاتيح السعادة التي يقدمها لنا، وذلك بوصوله إلى تلك ",الأسرة المطمئنة",، ويفصل هذا متناولاً إياها فرداً فرداً، الأنثى والمرأة والزوجة وبالمقابل الذكر والرجل والزوج، وكيفية التفاهم بينهما وما تحتاج إليه الزوجة وما يحتاج إليه الزوج للوصل إلى حوار بنّاء وحياة خصبة مستقرة سعيدة.
أما خلق وآداب القيادة فقد كان المحطة التالية لقطار موضوعات الكتاب وهو فيه يتلو علينا كثير من القصص والسير ليستخلص صفات القيادة المثالية والنموذجية، فنجد ",القائد الخادم", في التاريخ وعلم النفس.
ولأنه كتاب يبغي ",تغيير", النفس وتزكيتها، فهو يبين لنا مراحل التغيير التي يمر بها الإنسان لنتبين موقعنا على خريطتها.
أما خاتمة فصول الكتاب فقد كانت ",النفس المطمئنة", التي هي تتويج لكل ما سبق من تجهيز وتفصيل وإعداد.
إنه كتاب يستقي رحيقه من الدين وعلم النفس وعلم الاجتماع وغيرها من العلوم الإنسانية بحثاً عن عالم أفضل نواته نفس بشرية ",مطمئنة", مستقرة لا مبعثرة ولا قلقة ولا حائرة.