إن التفكير من أهمية كبرى تحرص المؤسسات التربوية الواعية والملتزمة على إعداد البرامج الدراسية الفعالة الهادفة لتدريب طلبتها على التفكير بمختلف أنواعه وتدريبهم على مهاراته، وتعتبر ذلك من أبرز الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها، لذلك فهي تسخر كل طاقاتها ليصبح الطلاب المنتسبين إليها قادرين على التعامل الواعي مع الظروف المتغيّرة التي تحيط بهم، وتعمد إلى تأهيل المعلمين لتنفيذ هذه البرامج بكفاءة عالية، وذلك بتوفير مختلف التقنيات وورش العمل والتدريب.

والحاجة تبدو ماسة والأمر أكثر إلحاحاً في عالمنا العربي للإعتناء بشأن التفكير وأمره؛ لتأخذ الأمة العربية الموقع الذي تستحق في عصر العولمة، وذلك يحتاج إلى تضافر الجهود بالبحث والتأليف والتدريب والتأهيل، ويسعى كاتب هذه الصفحات أن يكون له من الأمر نصيب، فقد عاد إلى بعض المصنفات التي تصدت لمناقشة هذا الموضوع إبان إعداده لأطروحة الدكتوراه، ووقف على ما في واستصفى ما يراه نافعاً، ولتعميم النفع وضعه في هذا المصنف.

جاء هذا المصنف في ثلاثة فصول، الأول منها تصدى لمناقشة التفكير بشكل عام، حيث تصدى لبيان مفاهيمه وأنواعه، وعملياته، ومهاراته وتعليمه؛ والثاني عرض للتفكير الناقد، ومفاهيمه وخصائصه ومهاراته وبرامج تدريبه، وإختباراته، والقراءة الناقدة، ومهاراتها، وتدريبها في دروس اللغة العربية، التي تعد ميداناً رحيباً.

أما الفصل فخُصص للتفكير الإبداعي، ومفاهيمه، ومبادئه، ومراحل إنتاج العمل الإبداعي، ومقترحات للمعلمين الذين يدربونه، وبرامج تدريبه والقراءة الإبداعية، والتدريب على مهارات التفكير الإبداعي عبر دروس اللغة العربية.