هذا الكتاب جاء محاولة بسيطة لتعميق فهم المعلّمين والطلبة بمفهوم الكتابة وعمليّاتها؛ متميّزًا بتركيزه على واحدة من أبرز عمليات الكتابة، وهي عملية التأليف، وبشكل مباشر ومقصود؛ وذلك باستقصاء مهارات التأليف الرئيسة والفرعية، ثمّ تصنيفها تصنيفًا قائمًا على رؤية خاصة بعملية التأليف، وهي أنّ الكتابة عملية بناء يتدرّج فيها الكاتب خطوة إثر خطوة؛ تبدأ الخطوة الأولى ببناء الجمل التامة مع مراعاة انتقاء الألفاظ المناسبة، ثم بناء الفقرة الجيدة، وصولاً إلى بناء الموضوع وحَبْكه، وذلك بعرض هذه المهارات مدعومة بالأمثلة والتدريبات المناسبة التي من شأنها أن تشجّع الطالب على الكتابة كما لو كان مؤلّفًا؛ فيتدرّج الطالب في الكتابة من مرحلة التخطيط للكتابة مرورًا بمهارات التأليف مفصّلة ومنتهيًا بمرحلة المراجعة.
وأمّا محتوى الكتاب فقد اشتمل على أربعة فصول؛ كلّ فصل ينضوي تحته عدد من المباحث؛ فجاء الفصل الأول ليتناول في خمسة مباحث التعريف بمفهوم الكتابة، وعمليّاتها، وأهميّتها في العمليّة التربويّة، وضعف الطلبة في الكتابة والانخراط في عمليّاتها، وتعلّم الكتابة وتعليمها. ثمّ يأتي الفصل الثاني في مبحثين يتناولان التركيز على مفهوم عمليّة التأليف في الكتابة، وأهميّتها. ويأتي الفصل الثالث الذي يحظى بنصيب الأسد من حجم هذا الكتاب ليركّز الحديث في مهارات التأليف في الكتابة، وقد توزّع في خمسة مباحث؛ تناولت المباحث الأربعة الأولى عرض مهارات التأليف الرئيسة وتناولها بالشرح والتفصيل مع تقديم الأمثلة المناسبة؛ وهي: مهارة انتقاء الألفاظ المناسبة، ومهارة بناء الجمل والتراكيب اللغوية، ومهارة بناء الفقرة الجيدة، وأخيرًا مهارة بناء الموضوع وحَبْكه.
أمّا الفصل الرابع فهو بعنوان: بناء برنامج تعليمي في الكتابة قائم على مهارات التأليف المحدّدة، ويتضمّن مبحثين؛ الأول يقدّم دراسة تجريبيّة طبّقتها المؤلّفة بهدف الكشف عن أثر تدريب الطلبة على مهارات التأليف في الكتابة في تحسين النواتج الكتابية لديهم، والثاني يتناول الحديث في موضوع تقويم الأعمال الكتابيّة مع تقديم نموذج مقترح يضمّ معايير مبنيّة على مهارات التأليف يمكن أنْ يفيد منه المعلّم والطالب على حد سواء في الحكم على النواتج الكتابيّة وتقويمها.