وصف الكتاب
الهندسة النفسية هي الترجمة المقترحة لأحد أهم موضوعات علم النفس التربوي المعروف بـ Neuro-Linguistic Programming.. وترجمته الحرفية البرمجة اللغوبة العصبية، وهو عبارة عن مجموعة من الآليات، والتدريبات التي تعتمد على معرفة الخواص العصبية أو ما يمكن أن يطلق عليه، لغة الأعصاب، وطبيعة مع المتغيرات الخارجية. وبالتالي، فالهندسة النفسية هي: إمكانية الإستفادة من تلك اللغة للتعاطي مع عناصر ومقومات هذه النفس لأهداف تربوية تؤدي إلى إرساء الخصال الجيدة، وتفكيك الخصال الغير مرغوب فيها، عن طريق التنمذج بالنماذج الإنسانية السامية... وإبتكار وسائل عملية للتحفيز، وتحسين الخطاب، وبناء العلاقات الإنسانية، وماشابه ذلك مما سوف يتم التعرف إليه في هذا الكتاب. هذا وإن آليات هذا الفن بدأت بالإنتشار على نطاق واسع في كافة أرجاء الدنيا، وخاصة في وسائل الإعلام، فقد باتت اليوم جميع قطاعات النشاط الإنساني، السياسية والإقتصادية والعسكرية... وكل مايمت بصلة إلى تشكيل الذوق العام وصناعة القرارات الشخصية والإجتماعية، باتت بحاجة إلى معرفة هذه الآليات للإفادة من إمكاناتها التثقيفية من ناحية، والتحرز من آثارها السلبية الوافدة من ناحية أخرى. فالهندسة النفسية كما يمكن إستخدامها في مجالات التثقيف الإيجابي، فهي مستخدمة وعلى نطاق واسع كآليات لتشكيل الأذواق والطباع في إطار ما بات يعرف بالتنميط الذي يخدم مشاريع العولمة، وبالتالي، فإن دوائر صنع القرار تستفيد اليوم إلى حدّ بعيد من تقنيات وآليات البرمجة اللغوية العصبية في إستراتيجيات ما يعرف في مجتمعاتنا بالغزو الثقافي. وتكمن أهمية التقنيات التي تعتمدها الهندسة النفسية، أنها تتيح للإنسان الذي يواجه ذلك السيل من الفخ الإعلامي، بهدف القيم الشخصية والإجتماعية وإرساء قيم الحضارة الغربية مكانها، أن يواجه كل تلك الخطط، ويتعلم كيف يضع النماذج الحضارية الخاصة به، ويرسي المفاهيم والسلوكيات والخرائط الذهنية التي تتلائم مع هويته وإنتمائه وتحقق بالتالي مصالحه الفردية والإجتماعية، وتؤسس لبناء حضارته الإنسانية وعلى الرغم من أن هذا العالم، بكل ما يشمله من مصطلحات وآليات وتدريبات هو غربي المنشأ ولد من رحم علم النفس التربوي، الذي يعتبر حديثاُ نسبياً بالمقارنة مع سائر العلوم الإنسانية، من هنا وحرصاً على الإستفادة من تراثنا الإسلامي الغني بالآداب والنصائح والأدوات التربوية، عمد المؤلف إلى عرض تلك العلوم على ثوابت الإسلامية المستمدة من الكتاب الكريم والسنة الشريفة وما أثرعن أهل بيت النبي عليهم السلام، ولذا كانت تسمية الكتاب ", تهذيب البرمجة اللغوية العصبية ", لتكون علماً متساوقاً مع المفاهيم الإسلامية على أساس أن الحكمة ضالة المؤمن، وأن المؤمنين هم أولو الألباب.
عندما نتعاطى مع البرمجة اللغوية العصبية فإننا نتعاطى مع مضامين فلسفية، ونتعاطى مع آليات.
إن المضامين الفلسفية والافتراضات العجيبة بحاجة دائمة إلى المراقبة والفحص من قبل المتحصصين الإسلاميين.
ولربما نحتاج في المستقبل القريب إلى وضع فرضيات إسلامية أصيلة في جذورها ومضامينها ونقوم بعملية جسرنة إلى آليات عملية مجربة من بني الإنسان.