لقد أَسندت الجامعات مهمة إعداد المدرسين الكفوئين إلى كليات التربية بما يتوافق ومتطلبات العصر ومواكبة التقدم العلمي والتكنولوجي ومن هذا المنطلق ركزت البحوث التربوية في مجال المناهج وطرائق التدريس عن البحث إلى أفضل السبل الحثيثة لأعداد وتأهيل المدرسين لممارسة مهنة التدريس بكل كفاءة ورغبة فضلاً عن اكتسابهم مهارات تدريسية تؤطر أساليبهم التدريسية واعتمادهم الاستراتيجيات والنماذج الحديثة .
وأصبحت التوجهات الحديثة في إعداد المدرسين لمهنة التدريس لها مناحٍ عديدة منها قائم على الكفايات ومنها على الاداءات ومنها على منحى النظم القائم على تقويم العملية التعليمية-التعلمية بكافة عناصرها فضلاً عن كشف ودراسة العلاقات المتبادلة بين تلك العناصر وفي هذا الاتجاه برز منحى النظم كاتجاه عالمي في مجمل البحوث والدراسات في الاختصاصات المتنوعة منها التربوية وخاصة في برامج إعداد المدرسين الموكله إلى كليات التربية لتتبع مدخلات هذه المنظومة من مخرجات التعليم الثانوي بما يتلاءم ومتطلبات المهنة كي يصبحوا مدرسين مؤهلين تربوياً وعلمياً وثقافياً.
ومن جهة أخرى شخص الكاتب أن في برامج الإعداد الحالي للمدرسين المتبعة في كليات التربية تقوم على النمط التقليدي من قبول الطلبة في أقسامها بناءً على معدل المفاضلة دون الرجوع إلى مؤهلاته العلمية وتوجهاته التربوية لهذه المهنة وهذا ما أكدته عدة دراسات سابقة منها دراسة:السعدي(1996)؛والعطاب(2001)؛ ودراسة البارودي(2008)،والتي أشارت إلى اعتماد النمط التقليدي في التدريب الذي ينعكس سلبا على إكساب الطلبة مهارات التدريس والاتصال والتواصل مع طلبتهم لاحقا خلال ممارستهم برنامج التربية العملية فضلا عن تخريج مدرسين تنقصهم الكفاءة العلمية والمهنية على وفق معايير التعليم المتبعة. في حين تؤكد التوجهات الحديثة للإعداد على استعداد وإمكانيات الطالب المؤهل للتدريس وعلى وفق عدد من المعايير المهنية والأكاديمية والثقافية والنفسية، وهذا يتحقق بصورة موضوعية وعلمية من خلال تبني منحى النظم في مجال إعداد المدرسين. فضلا عن اعتماد التوجهات الحديثة في برامج التدريب التي يمكن من خلالها تطوير كفاءة الخريجين المؤهلين للتدريس وتقويم عناصر منظومة الإعداد بما يحقق كفاءة أفضل ومواكبة فعلية للتطور العلمي والتكنولوجي البارز على الساحة التعليمية.
كما لاحظ الكاتب أيضا أن هناك اهتماماً عالمياً وعربياً بالعملية التعليمية – التعلمية على مستوى التعليم الجامعي وما تنتجه من كفاءات تربوية وعلمية في مجال التعليم الثانوي واعتماد أفضل سبل الإعداد والتهيئة المهنية للمدرسين وتدريبهم على مهارات التدريس الأساسية فضلاً عن إكسابهم المفاهيم والمبادىء العلمية ضمن تخصصاتهم .
وهذا ما ولد لدى الكاتب شعوراً ايجابياً في النظرة الموضوعية إلى نظام الإعداد المهني في كليات التربية باعتماد منحى النظم الذي قد يسهم حسب المؤشرات التربوية،وهذا ما أشار إليه العاني(1998)والسراي(2000)عنه في إعداد مدرسين كفوئين لممارسة مهنة التدريس برغبة ودافعية فضلاً عن تطوير مهاراتهم التدريسية ومواكبة التطورات الحديثة في مجال مهنتهم ومعلوماتهم المعرفية،وتغيير اتجاهاتهم السلبية نحو مهنة التدريس.إذ لاقت مهنة التدريس اتجاهاً سلبياً من المجتمع والطلبة المقبولين في كليات التربية سابقاً مما ولد لديهم انكساراً نفسياً وعدم الرغبة في ممارسة التعليم إلى مدة قليلة، وبرز هذا في خريجي قسم العلوم التربوية والنفسية في حين أصبح هناك توجهات ايجابية حالياً نوعاً ما نحو مهنة التدريس وامتهانها وهذا ما دفع اغلب الطلبة لاختيار كليات التربية،وهنا يقف الكاتب أمام هذه الظاهرة الايجابية حالياً من توظيف هذه التوجهات في اقتراح برنامج تدريبي قائم على منحى النظم لدراسة عناصر الإعداد في هذه المرحلة الجامعية وتقييم مخرجاتها فضلاً عن إكسابهم المهارات التدريسية الأساسية وتعزيز اتجاهاتهم الايجابية نحو مهنة التدريس.