وصف الكتاب
النصيحة الشهيرة ",جد شغفك واتبعه", وكن شغوفًا، يحثنا عليها الآباء والمدرسون والمدربون وأبطال الخطابة، وعلى النقيض ثمة حشد آخر يهتف بأن اتباع الشغف تفريط في المسؤولية، ومسلك خطر يَتْبعه عواقب من عدم الرضا وتدهور الصحة والصعوبات. والحقيقة أن لكلي الرأيين جانبًا من الصحة كما سيتبين لك في صفحات هذا الكتاب، إذ تميل ثقافتنا لتبسيط الأمور - وجعلها إما أبيض أو أسود، هذا أو ذاك – أما الشغف مفهوم يصعب تصنيفه. نعم يمكن اعتبار الشغف نعمة، وعلامة على التميز، وهو أمر مطلوب للنجاحات العظيمة، ولكن إن لم يُتبع الشغف بتعقل ويُتعامل معه بحذر، سرعان ما قد يتحول إلى نقمة، وإلى شيء مدمر أكثر من كونه خيّرًا.هذا النوع من الشغف المظلم منتشر في الثقافات التي تبرمجنا على البحث عن الحلول العاجلة والمكاسب السريعة. وتقودنا لتقييم أنفسنا بحسب عدد ",متابعينا", أو ",أصدقائنا", في شبكات التواصل الاجتماعي، وتسعى إلى إقناعنا أن ",الكسب ليس كل شيء، وإنما هو الشيء الوحيد",. ثقافة تتمركز حول الإنجازات وتفرض علينا التركيز على النتائج فحسب مهما كلف ذلك.