وصف الكتاب
إذا كان هناك شخص وحيد يستحق أن تسعى لمعرفته جيدًا, فهو ذلك الذي تتجنب انعكاسه على المرآة عندما ينظر إليك بدوره. لأنَّ هذا الشخص هو أنت, الشخص الوحيد الذي سيقف بجانبك على الدوام ويمنحك صحبته حتى لو لم يكن هناك أحد حولك. كائن لا تستطيع الهروب منه حتى لو أردت ذلك. قد تحاول الهروب من هذا الشخص بأن تُغرق نفسك في كل سُبُل الإلهاء؛ في تليفونك واللاب توب الخاص بك, في نشاطاتك التي تدمنها، والضوضاء الناتجة عن تلك الحياة المزدحمة بالمهام التي لا تنتهي. لكنك إذا ما عُدت إلى وحدتك؛ فإنَّ هذا الشخص سرعان ما يظهر مرةً أخرى, ليُجبرك على أن تتعامل مع حقيقة وجوده.وربما تجد, لو أنك تحلَّيت بالصبر وأخذت الوقت الكافي للتَّعرُّف على هذا الشخص الساكن في المرآة, أنَّ هناك الكثير مما يمكنك أن تعرفه عن نفسك؛ رغباتك وطموحاتك, مخاوفك وأسباب قلقك, دوافعك وميولك, كل الأمور التي تجعلك ترغب وبحق في فهم شخص آخر. ومع مرور الوقت سوف تكتشف أنَّ أفضل, وأكثر من يمكنك الاعتماد عليه, وأقرب صديق لك، هو ذلك الذي تنظر إليه في المرآة.