وصف الكتاب
إن ما يجعل هذا الكتاب مختلفاً عن غيره هو أنه لم يطرح مشكلة أو حلا لمشكلة, ولم يقدم محاضرة ولا عظة يمكن للقارئ أن يتبناها أو يعمل عليها لحل مشكلته, وإنما قام بدراسة معمقة على نفسه واعتبرها طريقا خاصا به, لم يتبع عبرها شخصا آخر, ولا ينصح أحداً بان يتبعه عبرها, بل يمكن للمرء من خلالها أن يراقب ويرى ويخلق طريقه الخاص بنفسه ولنفسه. لكن ما انتهى إليه في نهاية المطاف, هو أن الحياة تقوم على المتناقضات, وأن فيها الأبيض والاسود, والعيش والموت, والخير والشر, وان الإنسان مخلوق على هذا الاساس وليس عليه أن يقبل أن السواد والشر والموت أمور موجودة فيه فقط, بل أن يحبها ويتعامل معها كما يتعامل مع نقيضها. في عام 1913 في سن الثامنة والثلاثين عانى يونغ من تجربة مريرة من ",المواجهة مع اللاوعي",. كان يرى صوراً ويسمع أصواتاً. كان قلقا من احتمال إصابته بانفصام الشخصية. كان يكتب كل ما يراه ويسمعه في كتاب له جلد أحمر سماه فيما بعد بالكتاب الأحمر. كتابة هذا الكتاب امتدت لستة عشر سنة عاشها يونغ بعزلة. اعتبر يونغ أن هذه الفترة كانت فترة خاصة وثمينة في حياته وأثرت في طريقة تفكيره. وبعد وفاة يونج احتفظت عائلته بهذا الكتاب في أحد المصارف السويسرية ,وظل الكتاب محجوبًا عن الباحثين والقراء حتى وافقت أسرته على إصداره في عام 2009,وذلك بعد محاولة الكاتب Sonu Shamdasani اقناع العائلة لنشر الكتاب .وتم إصدار الكتاب نهاية عام 2009 باللغتين الألمانية والإنجليزية، واستقطب الآلاف لشرائه، ويعتبر الكتاب بمثابة سيرة ذاتية روحية ليونج، ووضع فيه يونج مالم يدونه في مؤلفاته العلمية المنشورة .توصل الكاتب إلي أن المشكلة تبدأ في داخل الإنسان وتنتهي فيه, وأن اللاوعي ليس مادة خاملة, بل هناك من يعيش في تلك الأعماق, وهكذا, تحول إلى أعماقه باحثا عن تشخيص مقنع لما أصبح الإنسان عليه.