وصف الكتاب
في هذا الكتاب يستعرض ليوتولستوي (1828- 1910) محاولاته في الرد على السؤال الوجودي الأبدي عن معنى الحياة والوجود، وهي تساؤلات مطروحة منذ آلاف السنين قبله في شكل أسئلة وجودية كبرى لا تزال قائمة إلى اليوم، هذه التساؤلات كادت تدفعه إلى الإنتحار والتي جعلت من تولستوي يكتشف أن البشرية ما كانت لتستمر في هذه الحياة لولا ذلك التفسير الذي يلغي العقل من خلال فكرة الإيمان التي يعرَفها على أنها ",فهم لمعنى حياة الإنسان وأن الإيمان هو قوة الحياة",، توصل تولستوي إلى هذا الرأي من مراقبته لبسطاء الناس في تعاملهم مع الحياة ووجد أن العمل المثمر الذي يعود بالنفع على الإنسان والآخرين هو قوة الحياة ومعناها، وبذلك يرتبط الوجود بالإيمان الفطري، وعندما يفقد المرء ذلك الإحساس بالطمأنينة الروحية مهما كان مصدرها يشعر بأنه ميت. هذه الرؤية الفلسفية التي يقدمها تولستوي في (اعتراف) لا تبتعد كثيراً عن نشأته الأولى وتأثره بالفكر الديني الذي تربى عليه على الرغم من التساؤلات الخطيرة التي ظل يطرحها بشأن وجود الله، بيد أنه يخرج باستنتاج مفاده ", أن الله موجود معه في داخله ولا يمكن أن يحيا بدونه وبذلك يكون الله هو مصدر الحياة وهو الحياة", وهي المعادلة التي أنقذته من حالة القنوط والرغبة في الإنتحار. - عبر صفحات هذا الكتاب سنعرف عن تولستوي أكثر في (16) اعترافاً يتم فيها مناقشة كل ما يسمى حياة الناس؛ من معتقدات وأفكار وسلوكيات، تنطبق في كثير من وجوهها على الحياة المعاصرة التي يحياها ابن الإنسان؛ مثل عدم قبول الآخر؛ الثقافة المتزنة، التعصب الأعمى، جرائم القتل باسم الدين والإيمان للقضاء على الهرطقة والكفر... وبذلك يكون (اعتراف) تولستوي هو اعترافنا بالأخطاء نفسها ولكن في زمن التكنولوجيا الهدامة.. والتي استبدلت هرطقة الكنيسة بهرطقة الساسة.