هذه الرواية ذات محتوى شديد الذكورية مثل كاتبها، فى ذلك العهد كانت الأفكار النيتشوية و الدارونية ذات شعبية ففكرة البقاء للأفضل المستوحاة من نظرية النشوء و الأرتقاء و فكرة السوبرمان كانتا فى زروتيهما. و search جاك لندن فى رواياته كان يرى أن الطبيعة و قسوتها هى خير معلم و ملهم للأنسان فهى مصدر الحياة و الموت و هى ملهمة الصراع و بالتالى يجب أن تكون ملهمة الأخلاق أيضًا . في هذه الرواية يوضع نقيضين في مواجهة و مسرح المواجهة هي سفينة الصيد (الشبح) في عرض البحر في غياب أي تدخل حضارى أيا كان الأول شخص متعلم و متحضر و لا يمارس العمل اليدوى ( همفرى) و الثانى القبطان لارسن الذئب و هو شخص بالغ القوة و البأس شديد البرجماتية و القسوة و ذكاؤه لا يقل عن ذكاء همفرى ( أبن المدارس) فى وسط من العتاة الأشداء( البحارة)، فى كل مواجهة فكرية بين (همب) و لارسن كانت تنتهى بفوز لارسن فأخلاق همفري الدينية و الإنسانية لا تصمد أمام آراء لارسن البرجماتية ذات النزعة الأنانية و المتوحشة. القصة تعرض صراعات من أجل البقاء بين أناس أقوياء و عتاة و بين لارسن ينتصر فيها لارسن ليس لأن الحق معه فهو دوما ظالم و لكن مرة لقوته و مرة لدهاءه و مرة لصموده الشديد و تحمله.. هناك أيضًا تحول همفرى إلى شخص جديد فجسده يتغير و نظرته إلى الحق و الباطل تتغير تحت تأثير طبيعة البحر و ضغوط لارسن و يستمر الأمر حتى تأتي مود و هي أنثى شابة ناجحة في المدينة و توقظ همفرى من أنجرافه لتمجيد لارسن ( لقوته) و تحسسه بفحولته الكاملة حينما يحس بأنه مسئول عن حمايتهاو لكنها هى أيضا لا تمر من أمتحان الطبيعة بدون تغير فتقوم بضرب لارسن على رأسه ضربة ساحقة لأنقاذ حبيبها. أما لارسن فتكون نهايته أولًا على يد أخيه الأكبر لارسن الموت الأكثر منه قوة و ثانيًا على يد الطبيعة نفسها التي منحته قوته بواسطة ورم دماغى يؤدى إلى شلله و عماه و أخيرًا على يد مود التي أحتقرته لكن أضطرت للتعلم منه. الرواية تحمل الجو الذكورى الشديد الذي يجعلنا نفهم لماذا نعجب بالطغاة و العتاة و سائر الذين يسلكون السلوك العدوانى حولنا، ببساطة لأن هذه الصفات اللاحضارية هى فى الواقع، بقايا سلوك بشرى قديم مصدره صراعه القاسى مع مع الطبيعة، بالتالى فقسوة الزعيم أو الأب أو المسئول أو أى رمز أبوى تفسر بانها فضيلة لدى الكثير جدا من الناس. هذه القصة لا تمجد الشر و الظلم كما قد يبدوا لكنها تمجد الصراع و القوة و الصمود و تظهر هذه الصفات على أنها الفضائل الطبيعية و الحقيقية فى مقابل فضائل مختلقة براقة هشة لا تصمد فى الواقع.