وصف الكتاب
لقد نشرت هذه الرواية لأول مرة في بريطانيا عام 1980، وحصلت على جائزة ",مان بوكر",، أو ما عرفت سابقاً باسم ",بوكر ماكونيل", في نفس العام، وتتحدث الرواية عن إعادة ذكريات الطفولة لشقيقتين، إحداهما تعود للوطن بعد أن عاشت خارجه كزوجة دبلوماسي، و الأخرى التي آثرت البقاء في بلدها، لترعى ماتبقى من عائلتها ومنزلهم الصغير، ويظهر التباين واضحًا بين كل منهما من بداية الصفحات. تبرز الكاتبة من خلال روايتها الصورة الحقيقية لشبه القارة الهندية في فترة حرجة من تاريخها، تلك الفترة التي سبقت انقسامها إلى دولتين: الهند وباكستان، والاضطرابات التي سادت البلاد وقتها، والتي استمرت حتى عقب الإعلان عن باكستان كدولة، وكيف كان التعايش قائمًا بين الجميع باختلاف الدين، والعقيدة، والخلفية الثقافية لكل منهم، وهيمنة الثقافة الإسلامية في تلك الفترة وإهمال واضح للثقافة الهندوسية، وأصبح على النقيض تمامًا في عام 1947 ، والذي كان عامًا فاصلًا بين الهنود والمسلمين، ودور التقسيم في مصير كل فرد منهم. مما يحسب للعمل أيضًا، الغوص في أعماق النفس البشرية، و واضطراباتها، مشاعرها المتضاربة، الكره والحب في ذات الوقت لذات الشخص، الهفوات الصغيرة التي إن ألقينا لها بالًا أبعدتنا عن مكاسب كثيرة، و زادت إلى متاعبنا، وأضافت لنا همومًا نحن في غنى عنها. طول الرواية لا يشكل تحديًا بقدر الأسلوب الذي كتب بها، إضافة للإسهاب في وصف الجو، والمكان، والطيور، وأشكال الزهور، بطريقة قد تكون مملة بعض الأحيان، إلا أن ذلك لا يقلل من قيمة العمل إلى حد كبير. أخيرًا.. الرواية جيدة، و أنصح بها لمن يهتم بمعرفة الهند قبل / بعد التقسيم، وأثر ذلك في نفوس الأفراد و مصائرهم، ويسقطه على واقعنا اليوم، ليتنبأ بما قد يكون عليه الغد.