وصف الكتاب
إن رواية ", عصيدة الكونتيسة بيرت ", باعث من غناها السرديّ والخياليّ ودلالاتها الفكرية ، وتدور أحداث هذه الرواية حول نذر الكونتيسة بأن تقدم لسكان المنطقة التي تأوي القصر المنيف الذي ورثته هي عن أجدادها عصيدة من العسل كل سنة ، لكن من سيخالفونها في إدارة القصر يمتنعون عن تقديم العصيدة فتنجم عن هذا الإخلال بالنذر سلسلة صراعات مع العفاريت التي تحرس القصر، يسرد لنا الكاتب بأسلوب آسر ، حافل بالتشويق والغرائب والمفاجآت. ",ليَّ أن أخبركم، يا أبنائي الأعزَّاء، بأنّه، في غابر العصر والزمان، كان يوجد في ألمانيا جنسٌ من العفاريت الطَّيبين اختفَى، للأسف الشَّديد، منذئذٍ؛ كان أطوَلهم يبلغ بالكاد ستَّ بوصات، وكان يُطلَق عليهم اسم أقزام الكوبولد، كان أولئك الأقزام، الّذين يوازون في قِدمهم قدمَ التاريخ، يسعدون بالخصوص في القصور التي يكون مُلاَّكُها، حسب مشيئة الله، طيِّبين مثلهم. كانوا يمقتون المُلاَّك الشِّريرينَ، وكانوا يصيبونهم بأذيّاتٍ صغيرةٍ على مقاسِهم، وكانوا، على العكس من ذلك، يحمون، بسلطتهم التي كانت تمتدُّ لتشملَ كلّ العناصر، مَن تُقَرِّبهم طبيعتُهم الممتازة من طبيعتهم هم أنفسهم، هذا إذن هو السّبب في أنّ هؤلاء الأقزام – الذين سكنوا قصر فيستغاو منذ أزمنة سحيقة – كانوا يكنّون بالخصوص للكونت أوسموند ولزوجته الكونتيسة بيرت حبّاً جمّاً، هم الذين من قبلُ عرفوا آباءَهُما وأجدادَهُما وأجدادَ أجدادِهما، فكانوا يدفعون بأنفاسهم السّحابةَ المحمَّلة بالبرَد والبرق بعيداً عن مزارعهما المباركة",.