وصف الكتاب
مذ وضعت الحرب أوزارها في العراق، شكّلت وما تزال موضوعاً أثيراً لدى الكثير من الروائيين، فانطلقوا يرصدون تداعياتها وتأثيرها في الإنسان والمكان والزمان، ويتخذون منها عالماً مرجعياً تمنح منه الرواية العراقية، وتتأثر به وتحيل إليه على مستوى الحكاية والخطاب، وإذا الروايات تترى، ولكلٍّ منها حكايتها وخطابها.
و",كتاب وجوه", يروي حكايات ...الغربة والحنين يسردها د. سلمان رشيد سلمان على ألسنة الشخصيات التي ترزح تحت وطأة الواقع لتقول لنا في النهاية إن إرادة الحياة هي الأقوى.يعتبر د. سلمان رشيد سلمان أن الوطن لم يعد ذلك المكان الضيق الذي ولدنا وترعرعنا فيه، ولم يعد الحاكم ذلك الذي يمسك بزمام الأمور على قطعة من الأرض ويتحكم في أفرادها كالقدر الذي لا مناص له.
",... لقد عانينا نحن جيل الغربة من الحروب التي اجتاحت وطننا فمزقت مجتمعنا وغيرت قيمنا وجعلتنا نواجه العالم والإخوان والأصدقاء عراة منهكين بلا كرامة ولا مستقبل فوجدنا أن القيم التي آمنا بها والصداقات التي أقمناها عبارة عن أوهام لا تصمد لواقع. أصبح كل منا يبحث عن وطن فلا يجده في دول الجوار أو لدى الإخوان أو الأصدقاء واكتشفنا أن لا بقاء لنا إلا في السعي نحو اكتساب المعرفة والإيمان بأن التغيير فيما حولنا يجب أن لا يدعنا نتقاعس عن فهمه والاستفادة منه من خلال تغيير أنفسنا مهما كان هذا التغيير قاسياً.
هذه الرواية تحكي قصة أولادنا الذين وجدوا أنفسهم فجأة في المهجر وفي ظروف قاسية مادياً وعاطفياً ومعنوياً، فحولوا الهزائم والنكسات التي مروا بها إلى إيمان بالمستقبل لهم ولأبنائهم، وها نحن نجدهم يحتلون المواقع الجيدة في مختلف أنحاء العالم، ويساهمون بشكل فعال في بناء الأوطان التي تعتبرهم مواطنين فيها، كما يساهمون في بناء وطنهم الذي أجبروا على الرحيل عنه. هذا الجيل الذي أحسن استخدام منتجات هذه الثورة المعرفية فاستطاع أن يتواصل مع أجزائه التي فرقها الارتحال والهجرة...",.
وعليه، يكون د. سلمان رشيد سلمان قدم عملاً روائياً أنيقاً بلغته، واقعياً بأحداثه وأمكنته، يحقق متعة مزدوجة ناجمة عن اللغة من جهة، والأحداث من جهة ثانية. أو قل هي متعة الحكاية والخطاب في آن معاً.
ويكون ",كتاب وجوه.. حكايات الغربة والحنين", زمناً للقراءة والحياة في النص الجميل.