وصف الكتاب
في مجموعته القصصية ",أقمار خائفة", يسعى الكاتب السعودي ",حمزة الكاملي", إلى بناء قاعدة حكائية واضحة، ينطلق منها، تدور ثيماتها بين حكايا الماضي، وقصص الحاضر بوصفها فناً يحتاج إلى حسن إنصات وتأمل.
فالقاعدة الحكائية لدى القاص الكاملي تتمتّع بقوة أسلوب تتشكّل معه الحكاية المتخيلة كوسيلة لتقويم انحراف الواقع القاسي، وفي نفس ...الوقت ينفتح على حكايات الأجداد التي تعزز قيم الرفض والتأمل والتمرد.. كما في حكاية (جنّة الرياحين) التي يفتتح بها عمله بفضول لمعرفة ",سر موسى", الذي امتنع عن شرب الماء، حين كان الماء أغلى سلعة، يدفع الناس أحياناً إلى بيع بيوتهم أو الرحيل سعياً إلى النجاة والحياة...لا يكتفي حمزة الكاملي في قصصه هذه على هذا النحو التأملي، وما يصاحبه من استدعاء للذاكرة، ونبض المخبوء من الحكايات المشبعة بنكهة الماضي وأساطيره الملغزة، بل يسعى إلى رؤية الحاضر (الواقع) من منظور قصصي يأتي على هيئة لوحات عُني القاص بأوانها وبرائحة تفاصيلها، ونكهة جودها في الوجدان الجماعي للناس ومنها المشاهدات اليومية العابرة فينتقي للقارئ المواقف ذات الطاقة العالية من العاطفة على نحو استدعاء عالم المحرومين في قصة (ريال). فالقصة تعيد ترتيب ذاكرة القاص حينما يتأمل المشاهد البريئة للصغار، والمشاهد الحزينة للكبار قائلاً ",أجمع كل مواقفي ومشاهداتي اليومية العابرة.. البناية التي أسكنها والعزاب الأغراب.. الحارة وأهلها.. الشارع الذي أجزم أنني سأكتب منه مئة قصة وقصة.. بائع الفطائر الشاب اللطيف.. الإسكافي العجوز.. عامل النظافة الآسيوي.. وحكايات كثيرة أتمنى أن أكتبها.. قصصاً وروايات.. أتمنى أن أكتب قصة جميلة من أحلام ساكني هذا الحي الغريب...",.
وعلى هذا المنوال تسير القصص في ",أقمار خائفة", وهي تستعيد تفاصيل قديمة، تارة يدوِّن من خلالها القاص مرحلة من مراحل بناء الوعي لدى الإنسان، وتارة أخرى تقترب من الراهن وتعكس صورة حقيقية للحياة في إطار تقليدي يتكئ على الحكاية بوصفها حالة إنسانية متكاملة الوجود.
يضم الكتاب سبعة عشر قصة قصيرة جاءت تحت العناوين الآتية: ",جنّة الرياحين",، ",وظيفة شاغرة",، ",إلا أنا",، ",أقمار خائفة",، ",ريال",، ",هارب باتجاه ما لا يجب",، ",نبض.. لا يتوقف",، ",جنون راق",، ",خائفات",، ",المحروم",، ",فرقنا",، ",المصور",، ",القهوجي",، ",على شيء يترمد",، ",رسالة",، ",عادة",، ",لعنة",.