وصف الكتاب
نحلم بأن نشيّد يوما يصبح يومنا. هكذا قال لى، وهو يقرأ",مارتن هايدجر",. كل الصباحات الفائتة كانت متشابهة، غير أن هذا الصباح، سألتقى بها فى الجامعة. لا تكتب هذه السين، التى تسبق ألتقى، فالسين فاصلة وبعيدة. هذا الصباح ألتقى بها فى الجامعة، وأقول لها ما قاله",هايدجر", عن الوجود، ولن أذكر لها حرفا واحدا مماقاله فى الموت. ارتدَى سترته السوداء، وعدل عن رابطة العنق فى مزحة قال لى: لا يليق بهايدجر أن يرتدى رابطة عنق إلا وهو ذاهب إلى الموت. نظف الحذاء، وسلّفته خمسة جنيهات من أجل فَتاته، وقبّلني وأنا نائم فى سريرى، وانطلق، وهو يسحب الباب وراءه بخفة. وقع قدمَيه على السلم أحسّه يرقص، وسيجارته وهى فى فمه رائعة.كان عليّأن أستيقظ فى العاشرة لكى أتنزه على الكورنيش وحدى، وأشرب القهوة فى مقهى",وادى النيل",، بجوار سنترال التحرير، وفى الساعة الثانية عشرة أتلفن لأخى فى مكتبه، وأسأله إن كان معه",فلوس", تزيد على حاجته، ولو خمسة جنيهات، ولكن لأن الصباح يمتد، فلا أريد أن تأتى العاشرة ولا الثانية...
قلت إنى أكتب من أجل أن ينمو هذا الصباح. هذا ليس صحيحا، أريد أن يمتد هذا الصباح لكى يستطيع أبى أن يحرث حقله، دون أن يسب بقراته، ويكره المحراث، ويلعن الأرض.