وصف الكتاب
على الرغم من إضفاء عبارة (رواية من الواقع) إلى جانب العنوان الرئيسي لرواية (التاجر بهراني) إلا أن القارئ لهذا العمل سوف يتأكد له أن ",إبراهيم الدعجاني", يبحث عن موقف في الأدب والحياة يجد نفسه فيه غير منقادٍ، ولا ممالقٍ، فإيمانه راسخ إلى حد التعصب لما يراه حقاً وواجباً، لذلك يقول ...كلمته بأمانة مطلقة تساعد على اكتشاف الخلل الذي أصاب مجتمعاتنا بعيداً عن تهافت الوعي والاختلاف بين البشر من أي لونٍ أو دينٍ أو بلدٍ كانوا...ومهما يكن من أمر، فإن فكرة الرواية مادة خصبة للتحليل السوسيولوجي - الديني المعمق وعلى مستويات عديدة ومختلفة، فالرواية تحتمل تأويلات رمزية متنوعة، سوف تعتمد على رؤية القارئ والناقد للأحداث والتطورات الدرامية داخل الرواية، وعلى ردود فعل الشخصيات التي تنسج خيوط الممضون، وتؤطر المعنى الرمزي الفريد لها في شخصية التاجر بهراني وحاشيته وأعوانه، وذلك وفقاً لمنظور وخلفية كل قارئ الفكرية في فهم دلالات الإيحاءات والإشارات وما تنطوي عليها من معان، سواء على مستوى الحكاية أو الخطاب.
تتحدث الرواية عن ",التاجر بهراني من أكبر التجار الفاسدين الذي استوكله سيده في بلاد شرق شرق لجباية أموال الناس بالباطل، يعرف الكثير أنه يوزع الأموال في عدد من البنوك الخارجية والداخلية، ويحول أكثر من نصفه إلى أسياده في بلاد شرق شرق تحت مرأى ومسمع بعض الناس، وبزعم مضاعفة البركة لقداسة شرق شرق عن سائر بلاد الدنيا.
وفي تلك البلاد... يجلس سيده على كومة من الأموال، يشتري فيها السلاح للفرقاء من أهلنا كي يضربنا ببعض. كما أن جزء منها يوزعها على أتباعه وزبانيته في بلاد شرق شرق... والنذر اليسير على أبناء مدينتكم لذر الرماد في عيون البلهاء (...)",.
وهكذا بهذا الخطاب الروائي يبني مؤلف رواية (التاجر بهراني) فضاءً روائياً خصباً، يجادل ويناقش ويحلل، ولعله أكبر مما تقتضي الحكاية ما يستدعي في المقابل جهداً في القراءة.