العبور الثقافي بين جغرافيات الخليج العربي يطلّ عليه عبد الله صايل من ",شُرفة دبي", المدينة الحضرية التي اتخذ منها مرجعاً جغرافياً لروي الحياة القائمة على التمدن والحداثة في كل شيء؛ وبالتالي المكان المُشتهى لكل الجنسيات والألوان من مقيمين ووافدين من كل حدب وصوب.
ولأن العنوان في أي رواية بمثابة بطاقة النص ...التعريفية، فإن بنية العنوان المكانية هنا أظهرت علاقة التواصل السردي بين الشخصية والمكان، والذي يضع المتلقي منذ بدء الحكاية في صلب رحلة عبور بطل الرواية الكاتب ",عادل", من السعودية إلى دبي بغرض السياحة والاستجمام والكتابة؛ حيث يكون صديقه الفنان ",عبد الرحمن", بانتظاره، ولتكون ",دبي", هي أبرز مقاصد تشكيل الحكاية في هذا العمل الذي يحمل ملامح وصفية جمالية للمكان فتحضر أماكن مثل ",مارينا",، ",مرسى اليخوت",، ",برج خليفة", وغيرها من فنادق ومطاعم وشوارع، إضافة إلى ملامح ذاتية لبطل الرواية (مشاعر، رؤى، إيديولوجيا) لتصب جميعها في روافد المنظومة الحديثة للمدن العربية؛ حيث يضحى الوجود في مدينة مثل ",دبي",، وتمثل حاضرها، والسعي إلى تضمين ما تسرب إلى وعي السارد من انطباعات ووقائع وحدوس في محكية تتوسل كل الإمكانيات التعبيرية للفن الروائي، يضحى فرصة للتأمل والمراجعة النقدية بين ما حملته المدن القديمة مثل دمشق والقاهرة وبغداد من أصالة وعراقة وبين ما تحمله المدن الحضرية الجديدة من حداثة وتمدن إلى الجيل الحاضر الحالم فقط بما يكفل أسباب العيش والرفاهية. من أجواء الرواية نقرأ:
",يجمعني مع عبد الرحمن اهتمام مشترك بالفنون والآداب. وعندما قرر أن يستقر في دبي قبل سنوات، كانت النوايا أكثر من أن نوجزها في تسميات. ولكني عرفت عن هذه المدينة بعد زيارات كثيرة أن دبي قد تسحرك بقدرتها على تلقينك الخمول!
بيننا صداقة عميقة واتفاق كبير في أساسيات لا مساومة عليها.. هو اتفاق ظاهر رغم اختلاف ما! والاختلاف في حالة الوعي السائد بيننا.. لم يمتد يوماً إلى خلاف. إنه اختلاف في السلوك ربما، أو في علاقتنا ببعض التفاصيل والطقوس باستثناء ما يرتبط منها بالفنون.. أو ربما هو اختلاف فيما لن أدركه أبداً، العجيب أنه اختلاف يدفع إلى مزيد من الاقتراب! هذا هو ما علمتني إياه رفقة أعوام مع صديقي الفنان...",.