",كيتوس", عمل روائي جديد للكاتبة والشاعرة السعودية ",مها الجهني", تقدم فيه قراءتها النقدية للواقع الاجتماعي لبلادها بالارتكاز على التاريخ.
فمن خلال شخصيات وأحداث ومحطات متعددة تستحضر الروائية ثقافة مجتمع ما قبل الحداثة لترصد من خلال حياة عائلة في ",القطيف", تاريخ أجيال ومدن وأناس كثيرون في محطات متعاقبة كيف يفكرون، كيف ...يتحدون صعاب الحياة، حيث اتخذت من شخصية ",أحمد", الأمير، وعلاقته بالسلطة العثمانية ثم الحكومات الأجنبية المتمثلة بدخول البريطانيين وطمعهم في الذهب الأسود – البترول – صورة للتعبير عن تلك العوالم المرتبكة للوضع العربي، حتى يبدو العمل الروائي الوسيلة الأفضل للتعبير عن عمق الحياة الحضارية العربية بمدلولاتها كافة: السياسية، الاجتماعية، الدينية، والعقيدية وفي تنوعها المطرد، التي تضعه الروائية في قاموسها الممتلئ بخليط فني شعري وأدبي غارق في الإيحاءات، والقدرات المعرفية التي اتخذتها ",الجهني", إطاراً للتعبير عن الرؤى الداخلية لكينونة الإنسان العربي تقول: ",الآن سأموت بصمت وأنا أرفع للمرة الأولى كأس انتصاري على غيابك الذي مزقني. أنظر لنفسي في المرآة، صديقتي مرات، ومرات عدوتي، أرى ملامح لا تشبهني لأنثى أحبت الحياة. غامرت في البحث في تفاصيل الحكاية في وجهي المشرب بحمرة، أنا أبحث عنك في ملامحي في تفاصيل شعري المتساقط على خدي وجبيني، لا، أنا تاريخي أنا أحمد ورؤوف وعمر الخيام والمعري وطه حسين وصديقتي ليسا ملكة قرطاجة، لأني أحسست بهم عمق أجمل مما يراه الآخرون، أنا الغناء، وصوتي حينما أشدو بألحان حفظتها أيام عملي السياسي (...)",.",كيتوس", شهادة جديدة على اجتهاد روائية تكتب بأمانة وبحس نقدي جذري للواقع وتعليق عليه، أضاءت فيها على شرائح وطبقات اجتماعية لمراحل متعاقبة، عبّرت من خلالها عن ثقافة ذلك المجتمع عبر إشكالية يتداخل فيها الديني مع الاجتماعي، والسياسي مع الثقافي، فنتج عنه رؤية جديدة لتلك التركيبة المعقدة والمتشابكة التي تؤرخ لتاريخ مضى ولكن إرهاصاته ما تزال تكبل أجياله اللاحقة.