وصف الكتاب
يستهل الروائي المغربي رشيد بوغانم روايته «أضغاث أحلام» بمقدمة تشكل فاتحة الكلام ينطلق بعدها لتأسيس حياة النص وتعريته وتفكيكه وهندسته عبر مشهد هو أكثر تعبيراً عن حالة خاصة وعامة بنفس الوقت.
يقول الروائي: ",أتعبني بطل الرواية ",طارق", بأفكاره وهو يعيش معي في كل مكان، أفكر في مآله لمدة قاربت الثلاث سنوات، ...حيث بدأت كتابة هذه الرواية في أواسط سنة 2010، عرفت بأن طارق لن يدعني أخط كتاباً آخر حتى أجد حلاً لحياته، كنت أشفق على حاله في بعض الأحيان، وألومه في أحايين أخرى، ترى هل كان طارق ضحية لمجتمعه بسبب عدم بوحه بأفكاره، لماذا يحس بالقمع وعدم القدرة على التعبير، لا أدري، حتى أنني لم أستطع محادثته، لذلك ما كان لي إلا أن تتبعت حياته تاركاً له حرية الاختيار، أو للقدر حرية التحكم، فاستنتجت بعض الأفكار من وسطه ومحيطه، عرفت بأنه شاب مثل باقي الشباب حتى ولو رأيت بعض التميز فيه، ربما كان هناك شباب آخرون متميزون، لكنهم لا يجدون غباراً يلقح غيامهم.أقول لك يا طارق أينما كنت، عش حياتك كما تريد، فلا يمتلك أحدٌ حريتك إلا أنت",.
و",طارق", هذا، يقيم مع عائلته في أحد الأحياء الهامشية في مدينة سلا والتي تدعى ",سيدي موسى", في المغرب العربي، فقد ولد طارق في إحدى البوادي البعيدة، حيث هاجر أهله إلى تلك المنطقة التي اجتمع فيها الصفيح مشكلاً دوراً تختبئ فيها العائلات، ولكن، على الرغم من هذا الواقع القاسي كان لطارق حظاً من التعليم والتربية الجيدة، فهو مجاز في اللغة العربية، ولكن دون فائدة، حيث لا عمل إلا لمن لديه خطوة لدى السلطة، أو لمن يدفع ثمن الوظيفة، فقرر أن يمتهن بيع المنحوتات في المدينة القديمة، وعندما لم يجد نفسه في تلك المهنة انخرط في شرب الممنوعات هرباً من هذا الواقع، لينتهي بمرض نفسي يجعله غريب عن كل ما يدور حوله.
عند الانتهاء من قراءة الرواية سيجد القارئ نفسه حتماً بين مفارقات الحياة، وتناقضات السلطة في العالم العربي، رسم من خلالها الروائي ملامح صور سلبية ومعقدة عن المجتمع المغربي بشكل عام، فـ (طارق) بطل الرواية تعكس حياته حياة مئات بل آلاف من الشباب العربي التائه، ليس في المغرب فقط، بل في أرجاء الوطن العربي عامةً فكانت «أضغاث أحلام» بمثابة صرخة أطلقها رشيد بوغانم أملاً في التغيير، فهل من مجيب؟