وصف الكتاب
بعد الخوض في دهاليز السياسة والصحافة والإعلام يعود حسن صبرا إلينا بعمل أدبي جديد يشكل باكورة أعماله الروائية اختار له عنوان ",هزمتهم إمرأة",، وقد توجه به الى القارئ العربي قائلا: قارئي العزيز قبل القراءة هذا هو عملي الروائي الأول.. وقد أردته بعيداً عن السياسة .. إلا سياسة البعض في المجتمع. ...لقد اردته أن يمر عبر غربال النقد والتقييم قبل أن أقدّمه لك احتراماً لك.لقد اخترت اثنين من رواد القصة والنقد والرواية والدراسات الأدبية، لأحصل منهما على اعتراف أدبي، كي أقدم أوراق اعتمادي إليك.
قرأ الرواية ",هزمتهم امرأة", أبرز أدباء مصر ونقادها حالياً، ألا وهو يوسف الشاروني وكتب مقدمتها الأولى . كما قرأ الرواية أبرز أدباء ليبيا ونقادها د. أحمد إبراهيم الفقيه وكتب مقدمتها الثانية. أرجو أن تجد في ",هزمتهم امرأة", ما يستحق جهد الأديبين العربيين.. وجهدي كي تضيف اسمي إلى من تبحث عنهم لتقرأ لهم في مجال الأدب",.
وكما أشار المؤلف قرأ الرواية الأديب الليبي أحمد إبراهيم الفقيه واعتبرها ذات خصوصية لبنانية ومما جاء فيها: ",... كتب حسن صبرا عن بيروت، وأورد بعض نتائج وجود الرئيس رفيق الحريري في الرواية.. لكنه أبداً لم يقحم السياسة في أي واقعة أو سرد فيها، وهذا ربما أحد أسرار نجاح روايته، بل ونجاحه الشخصي في أنه تجاوز كل حاضره وموروثه وانتمائه السياسي المعروف.. ولم يسكب حرفاً منها في رواية ",هزمتهم إمرأة", فبدا كمبدع في الرواية خارج إبداعه الصحفي كواحد من كبار الصحافيين اللبنانيين والعرب...",، كما قدم للرواية وكشف بعضاً من أسرارها أديب وناقد مصر الأول يوسف الشاروني الذي اعتبرها ",قفزة ابداعية", حققت شروطها... وأدانت ",ما يزدحم به المجتمع اللبناني من صراعات أبرزها المال والجنس وتعانقهما معاً.
ولئن كانت جمال هي بطلة القصة من لحظة ميلادها حتى نجاحها في تزويج ابنتها ميرا من حبيبها، فإن الشخصيات الأخرى التي تتحلق حولها بناءً أو هدماً قدمها لنا مبدعنا بأبعادهم العمرية والجسمية وتصرفاتهم وعلاقاتهم ببعضهم البعض... ، ولعل من أبرزهم شاكر زوج جمال وشخصيته... بضعفها وسلبيتها، في مقابل زوجه جمال ذات الشخصية المحاربة التي لا تعرف الاستسلام، مقدماً لنا عكس الصورة المألوفة للرجل والمرأة في مجتمعاتنا الشرقية.
وفي المقابل نجد (...) شخصية كمال والذي تخلى عنه أفراد أسرته، زوجه نهاد، وابنتهما هند وابنهما ربيع، مما أفضى به إلى أن يموت بالسكتة القلبية، مما يوضح انحياز مبدع العمل هنا إلى جانب الخير، (...)، ولئن كان محور هذا العمل الروائي هو الصراع بين الخير والشر، فإن مبدعنا أبى إلا أن تكون الغلبة في نهاية روايتنا للخير فيما اعتبره تفاؤلاً منه...
وبعد، هذه النقاط تقاطعاً وافتراقاً جرى التعبير عنها بلغة روائية سردية تسهل الدخول إلى الرواية ولكن لا يمكن الخروج منها إلا وقد علقت بالبال آثار وآثار.