وصف الكتاب
في جديده الأدبي (الخيول) يقدم الكاتب السوداني الفاتح كامل (مجموعة قصصية) تتخطى اللحظة الزمنية التي كتبت فيها لتتناول اللحظة الإبداعية النوعية المتحررة من إسار الزمن، على اعتبار أن بعضها - أي القصص - كتب في الماضي، وبعضها الآخر كتب في الحاضر ولكن ماذا عن المستقبل؟
في (الخيول) يطرق الفاتح كامل موضوعات ...تتراوح بين السياسي والاجتماعي والثقافي، هي الواقع بكل تجلياته وتعقيداته ينعكس في العمل ويمارس سلطته على الشخوص ونظرتهم في الحياة فيختار الكاتب مجموعة من الوجوه ويتناولها بالسرد والوصف والتحليل، ويوغل داخل كل شخصية ليكشف عن وجهها الداخلي، ويتعدى ذلك إلى الكشف عن حياة الفئة الاجتماعية التي يمثلها هذا الوجه، فوجوهه في الكتاب على اختلافها وتنوعها تنتسب إلى الهامش الاجتماعي وتحمل بين ضلوعها عاهاتها المختلفة، وهي عاهات اجتماعية أو جسدية أو نفسية. وبقراءة الوجوه المختلفة في العمل، نقع على الحاج ",ميرزا", عاشق البحر الذي لا يعرف سوى المرفأ القديم وطناً وعلى رغم قسوة المنافسة الأجنبية على بضائعه الأثرية القديمة ظل صامداً يقاوم الزمن والعمر وجور رفقاء الأمس وعقوق الأبناء الذين عرف الترف لهم طريقاً. وفي هذا لفتة من الكاتب إلى نعمة النفط في بلاده والتي لم يحصد ثمارها سوى ",القادمون الجدد أصحاب الياقات البيضاء، الوجوه الحمر والعيون الزرقاء...",.وفي الإطار نفسه يطالعنا الكاتب بمن قدر له الله أن يخلق بعاهة جسدية ويبقى عاجزاً عن تغيير أي شيء في حياته أو حتى المحاولة ففي كل مرة يقرر فيها الحاج سلامة المتقاعد بالمعاش، المتهالك بفعل عجزه البدني الجزئي، والفطري الكامل أن يقف أمام تلك المتصابية بكل عجرفتها وجبروتها والقول لا ",لا.. ولو لمرة واحدة وبعدها فليحدث ما يحدث...",، يجد نفسه يطأطأ الرأس أول كل شهر. ",هكذا حال الدنيا يا حاج عندما تنقلب الأمور رأسا على عقب، وعندما تجد المرأة نفسها في العمل ويجد الرجل نفسه عاطلاً من كل شيء",. وهذا الوجه بدوره يعبر عن حالة خاصة تنتمي إلى الشريحة الاجتماعية الهامشية والتي بكل أسف لا يلتفت لها أحد.
وعلى الرغم من كثرة الوجوه في الكتاب، وكثير خيباتها فإن الكاتب لم يعدم أن يضفي على عمله بعض الشاعرية وذلك في القسم الثاني من المجموعة (جدليات) بنوع من القص الشعري الجميل وعبر لغة مطعمة بصور تشخيصية رائعة يؤنسن فيها الطبيعة والأشياء والوقائع بالأحلام ولعل هذا ما يعزز الصدق في الحكي والصدق في الكتابة عند الفاتح كامل ويضعه في مرتبة لائقة بين أدباء جيله الذين جل همهم الإنسان بكل ما تشي به هذه الكلمة من معنى.أليس هو القائل: ",إن عمق المأساة يكمن فينا/ لا في عالمنا المحيط/ والذي يكبلنا/ وعمق... عمق المأساة/ أحزاننا التي تولد/ معذرة، فردية...",.
محتويات الكتاب: مقدمة عن الطيب صالح: كاتب القرية السوداني الكوني. يلي ذلك قسمين القسم الأول: (الخيول) مجموعة قصص قصيرة. وتضم: 1- أنت يا ذاكرة البحر.2- طيفها الذي رحل. 3- لحظة استسقاء. 4- هذا الذي تأتيه النخوة مرة في العام. 5- الحصان. 6- نهاية فرحات. 7- إلى راحلة.
والقسم الثاني (جدليات) قصص قصيرة جداً. ويضم: 1- مجدلية الصادق. 2- شهرزاد الجرح الأليم. 3- الهاجس. 4- ولكن. 5- رسالة اعتذار. 6- مجرد صورة. 7- أوردة الكلام. 8- وضاع زمن الحلم الوردي.